دراسات وأبحاث

بوتين يتهم الغرب.. وترامب يعلن خيبة أمله: "حرب أوكرانيا تستنزف العالم"

الأربعاء 03 سبتمبر 2025 - 04:07 ص
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

في ظل ضبابية المشهد السياسي والعسكري المحيط بالحرب الأوكرانية، تزداد الأسئلة إلحاحًا حول فرص التوصل إلى تسوية حقيقية تنهي النزاع المستعر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

فبينما تتكثف الجهود الدبلوماسية عبر لقاءات رفيعة المستوى، تظل النتائج على الأرض محدودة، بل تكشف عن مزيد من التعقيد في مواقف الأطراف. 

 

آخر هذه المحطات كان اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، لقاءٌ حمل آمالًا كبيرة لكنه انتهى إلى خيبة أمل معلنة، لتعود الأزمة مجددًا إلى مربعها الأول وسط اتهامات متبادلة، وتصلب في المواقف، وتوجس عالمي من تداعيات صراع لم تتضح بعد ملامح نهايته.

 

وفي مقابلة إذاعية جديدة، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خيبة أمله الكبيرة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عقب اللقاء الذي جمعهما مؤخرًا في ألاسكا، والذي لم يسفر عن أي اختراق ملموس في ملف الحرب الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

ترامب، الذي وصف علاقته السابقة ببوتين بأنها كانت "رائعة"، شدد على أن استمرار الحرب بلا معنى يدفع "آلاف الأشخاص للموت يوميًا"، متعهدًا بأن يقوم بما يستطيع "لمساعدة الناس على العيش".

 

ورغم حدة انتقاده لبوتين، أكد ترامب أنه "غير قلق من تشكيل روسيا والصين محورًا ضد الولايات المتحدة"، في إشارة إلى التحالفات الجيوسياسية التي تتشكل في المنطقة.

 

حديث ترامب جاء متزامنًا مع تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كشف عن تعزيزات عسكرية روسية جديدة على بعض جبهات القتال، مؤكدًا أن موسكو "ترفض أن تُرغم على السلام"، وأن أوكرانيا ستواصل الرد على الضربات الروسية.

 

وفي خضم الجدل حول إمكانية عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي، أكد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أنه لم يتم التوصل لأي اتفاق بهذا الشأن. هذا التصريح جاء مناقضًا لما أعلنه ترامب سابقًا عن اتصالاته مع بوتين لترتيب اجتماع ثلاثي يضمّه مع الرئيسين الروسي والأوكراني.

 

ورغم تأكيد البيت الأبيض في وقت سابق أن موسكو وافقت على لقاء كهذا، عاد ترامب مؤخرًا ليقول إن انعقاده بات "غير مرجح".

 

من جانبه، استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منبر قمة منظمة شنجهاي للتعاون في تيانجين الصينية لتجديد اتهاماته المباشرة للغرب، محمّلًا إياه المسؤولية الكاملة عن اندلاع الأزمة الأوكرانية. وأوضح أن الانقلاب السياسي في كييف عام 2014، بدعم من القوى الغربية، كان الشرارة الأولى للأزمة، مشيرًا إلى أن محاولات ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مثّلت تهديدًا وجوديًا لأمن روسيا القومي.

 

بوتين أكد أن الحل الحقيقي للأزمة لا يكمن في وقف إطلاق نار مؤقت، بل في معالجة جذور الصراع، وعلى رأسها السياسات التوسعية الغربية، مع تقديم ضمانات أمنية ملزمة لموسكو بعدم ضم أوكرانيا إلى أي تحالف عسكري معادٍ. 

 

وبينما يستمر السجال الدولي، يبدو أن الحرب الأوكرانية ما زالت بعيدة عن أي تسوية نهائية، في ظل تصلب المواقف وتبادل الاتهامات بين الأطراف الفاعلة.