عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن انزعاجها العميق إزاء تصاعد التوترات واستمرار التعبئة العسكرية في طرابلس، محذّرة من أن هذه التطورات قد تُفضي إلى اندلاع مواجهات مسلحة تهدد أمن العاصمة وسلامة سكانها المدنيين.
وأوضحت البعثة أنها تتابع عن كثب المفاوضات الجارية برعاية المجلس الرئاسي، مشيدة باستمرار الحوار، وداعية كافة الأطراف المعنية إلى الانخراط الجاد والبنّاء فيه.
كما شددت على ضرورة إعلاء مصلحة السكان المدنيين، مشيرة إلى أن حماية أرواحهم واجب لا يمكن التهاون فيه، خصوصاً في ظل خطر اتساع رقعة النزاع ليشمل مناطق أخرى من البلاد.وأكدت البعثة أن كل حياة بشرية ثمينة، وأن اندلاع أي نزاع جديد لن يؤدي إلا إلى نتائج وخيمة، معتبرة أن الحرب ستكون خسارة للجميع، وتهدد بإلحاق ضرر بالغ بالبنية التحتية الحيوية في البلاد.
وفي نداء عاجل، دعت البعثة جميع الأطراف إلى وقف جميع أشكال التصعيد فوراً، والامتناع عن أية تحركات قد تعرض حياة المدنيين للخطر. كما جددت تأكيدها على استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة في جهود الوساطة، من خلال الانخراط المباشر في المفاوضات تحت إشراف المجلس الرئاسي.
وختمت البعثة بيانها بتجديد الدعوة إلى حل الخلافات بالحوار، معتبرة أن هذه المرحلة تمثل فرصة حقيقية لتجنيب طرابلس والمنطقة بأسرها مخاطر العنف، وتحقيق استقرار دائم يخدم مصلحة الشعب الليبي بأكمله.
تهديد بعصيان شامل في طرابلس الكبرى عقب مُهلة لسحب الأرتال العسكرية
في ظل التوترات المُتزايدة بالعاصمة الليبية «طرابلس»، يُلوّح السكان بعصيان شامل عقب منح حكومة الوحدة الوطنية برئاسة «عبد الحميد الدبيبة»، مُهلة لا تتجاوز (24 ساعة) لسحب الأرتال العسكرية المنتشرة في المدينة، في تحرك يعكس تصاعد الاحتقان الشعبي تجاه الوجود العسكري المُتزايد وتأثيره على الأمن والاستقرار.
وفي هذا الصدد، أصدر أهالي طرابلس الكبرى، وتضم مناطق تاجوراء والزاوية، بيانًا حذروا فيه حكومة الدبيبة، من تداعيات استمرار التحركات العسكرية داخل الأحياء المدنية.
وحمّل البيان، الذي جرى تداوله على نطاق واسع في المنصات المحلية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن "المسؤولية الكاملة عن التصعيد وإراقة الدماء التي تقودها حكومة الدبيبة"، بحسب نصه.
كما دعا الأهالي سكان مناطق طرابلس الكبرى إلى إغلاق أحيائهم وتأمين عائلاتهم، وعدم استبعاد اللجوء إلى "الحراك الشعبي المسلح" في حال لم تستجب السلطات للمطالب.
وأكد البيان أن العصيان الشامل سيكون الخيار التالي بعد انتهاء المهلة المحددة، مشيرا إلى أن المناطق ستتحول إلى "مربعات أمنية مسلحة" إذا لم يتم سحب القوات.
كما وجه نداء إلى أئمة المساجد برفع أصوات التكبير في حال دخول المهلة طور التنفيذ دون استجابة من الحكومة.
ويأتي هذا الموقف في ظل حالة من التوتر الأمني تشهدها العاصمة طرابلس، على خلفية انتشار مكثف للأرتال العسكرية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، وما يرافقه من مخاوف بين المدنيين من اندلاع مواجهات جديدة قد تهدد الاستقرار الهش في المدينة