في ظل تصاعد استخدام الطائرات المُسيّرة كسلاح فعال في الحروب الحديثة، اتخذت «وزارة الدفاع الأمريكية» خطوة استراتيجية عبر «تشكيل فريق عمل خاص» لمجابهة هذا النوع من التهديدات التقنية المتقدمة.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، «بيت هيغسيت»، تشكيل فريق عمل خاص للتصدي للتهديدات الناجمة عن الطائرات المُسيّرة في خطوة تعكس القلق الأمريكي من تصاعد استخدام هذه التقنيات في الصراعات العسكرية، حسبما أفادت وكالة «تاس» الروسية، اليوم الجمعة.
وقال هيغست في كلمة مصورة نُشرت عبر منصة "إكس": "لا شك أن التهديدات الناجمة عن الطائرات المسيّرة المعادية تتزايد يوما بعد يوم. نحن نشاهد ذلك في ميادين القتال البعيدة كما على حدودنا الوطنية".
وأضاف: "هناك خطر من استخدام الطائرات المسيّرة لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية أو لانتهاك المجال الجوي للولايات المتحدة".
وتابع مُوضحًا: "لهذا السبب أوعزت اليوم إلى وزير الجيش بتأسيس فريق عمل مشترك يضم خبراء من مختلف المؤسسات، من أجل التصدي لهذه التهديدات واستعادة السيطرة على أجوائنا".
وأشار إلى أن هذه المجموعة الجديدة ستكون معنية حصرا بـ"مكافحة الطائرات المسيّرة"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تسعى إلى "التفوق على الخصوم" في هذا المجال.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقّع في يونيو الماضي مرسوما يقضي بتسريع تطوير واختبار تكنولوجيا الطائرات المسيّرة في الولايات المتحدة، بهدف زيادة الإنتاج وتعزيز الصادرات، إضافة إلى تعزيز الحماية من هذه الطائرات.
وفي يوليو، ذكرت شبكة "Fox News" أن هيغست "أصدر توجيهات بتسريع إنتاج ونشر الطائرات المسيّرة في محاولة لتجاوز روسيا والصين". كما أكد ترامب مرارا أن الجيش الأمريكي يدرس تجربة استخدام المسيّرات في الحرب بأوكرانيا.
من جهة أخرى، تُواجه تسوية النزاع في «أوكرانيا» تحديات كبيرة، حيث يتطلب التوصل إلى حل سلمي تقديم تنازلات مُتبادلة بين الأطراف المعنية، بما في ذلك تبادل الأراضي، مما يجعل الوصول إلى اتفاق شامل أمرًا مُعقدًا يصعب إرضاء جميع الأطراف فيه.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، أن أي تسوية سلمية في أوكرانيا، ستتطلب تنازلات متبادلة، بما في ذلك تبادل الأراضي المحتمل، وفي نهاية المطاف لن تترك أي طرف راضيا تماما.
وخلال وصفه للخيارات المتاحة للاتفاق المحتمل، قال الوزير الأمريكي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز التلفزيونية يوم 11 أغسطس: "في المفاوضات، كما تعلمون، قد يكون هناك تبادل للأراضي. ستكون هناك تنازلات. لن يكون أحد راضيا تماما.
وعندما سُئل عما إذا كان يخشى من إرساء سابقة بتبادل الأراضي، قال هيجسيث: "لا، فهذه ليست حربا بدأها الرئيس ترامب. لم يكن هو من تسبب بها. بل كانت نتيجة ضعف إدارتي أوباما وبايدن السابقتين".
يُشار إلى أن الجانبين الروسي والأمريكي كانا قد أكدا سابقا، أن قضية أوكرانيا ستكون محورا رئيسيا للقاء القمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في ألاسكا يوم 15 أغسطس.
وفي وقت سابق، ذكر مسؤولون أمريكيون ومن ضمنهم الرئيس ترامب، أن الإدارة تسعى إلى إنهاء سريع لهذا الصراع عن طريق التفاوض.
على جانب آخر، في تحوّل مُحتمل نحو السياسة المحلية، يعتزم وزير الدفاع الأمريكي، «بيت هيجسيث»، الترشح لمنصب حاكم ولاية «تينيسي»، ما يُثير تساؤلات حول دوافع الخطوة وتوقيتها، في ظل التحديات التي يُواجهها على الصعيدين العسكري والسياسي.
