شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، فجر اليوم الخميس، سلسلة غارات جوية عنيفة نفذها الجيش الإسرائيلي، في هجوم وصفته وسائل إعلام عبرية بـ"الاستثنائي والواسع النطاق".
وقالت مصادر تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) إن الغارات استهدفت مواقع عسكرية ومناطق حيوية من بينها جبل عطان غربي المدينة، ما أسفر عن وقوع انفجارات متتالية هزت العاصمة.
ووفق وزارة الصحة الخاضعة لسلطة الحوثيين، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 10 قتلى وأكثر من 100 جريح، بينهم نساء وأطفال، وسط مخاوف من ارتفاع الأعداد بسبب خطورة الإصابات. كما أشارت مصادر محلية إلى تدمير منشآت للطاقة ومبانٍ صناعية، إلى جانب استهداف مواقع يعتقد بوجود قيادات بارزة في الجماعة بداخلها.
القناة 14 الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين عسكريين أن الضربات الجوية والبحرية استهدفت "بؤراً قيادية" للحوثيين في صنعاء، بينما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن العملية "محددة وذات أهمية استراتيجية"، في وقت تحدثت القناة 12 عن تنفيذ أكثر من 10 ضربات في مواقع مختلفة داخل الأراضي اليمنية.
الهجوم يأتي بعد أيام من إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً متطوراً باتجاه إسرائيل، في تصعيد اعتبرته تل أبيب تهديداً مباشراً لأمنها القومي. ورداً على ذلك، شددت الحكومة الإسرائيلية على أن عملياتها العسكرية "ستستمر حتى تحييد مصادر الخطر في اليمن".
من جانبها، أعلنت جماعة أنصار الله أن الضربات لن تثنيها عن "الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته"، واصفة الهجوم الإسرائيلي بأنه "جريمة حرب بحق المدنيين والبنية التحتية في اليمن".
ويُخشى أن يفتح هذا التصعيد جبهة إقليمية جديدة في ظل الحرب الدائرة في غزة، ما يضع المنطقة أمام سيناريوهات أكثر تعقيداً وتوسعاً في رقعة الصراع.