فنون وثقافة

بريان سينجر يعود بفيلم يفضح ممارسات إسرائيل التاريخية

الخميس 28 أغسطس 2025 - 01:42 م
هايدي سيد
الأمصار

كشف موقع فارايتي الأمريكي عن عودة المخرج والمنتج اليهودي الأمريكي بريان سينجر إلى الساحة السينمائية بفيلم جديد، تم تصويره سرا، ويشارك فيه النجم جون فوييت في دور محوري. 

الفيلم يوصف بأنه دراما تاريخية تتناول علاقة الأب بابنه، مع إشراك المخرج الإسرائيلي ياريف هوروفيتز، ليصبح العمل نتاج تعاون دولي مثير للجدل بين هوليوود وإسرائيل.

وأفاد مصدر مقرب من صناعة السينما الأمريكية بأن نسخة الفيلم النهائية التي شاهدها تُعد عملًا متقنًا سينافس بقوة في موسم الجوائز، لكنه في الوقت نفسه يثير جدلاً واسعًا، لأنه يعرض ممارسات إسرائيل في فترة الغزو على الجنوب اللبناني بصورة سلبية، مما قد يؤدي إلى استقطاب سياسي وثقافي واسع.

يأتي هذا الإعلان في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط موجة تصعيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا بارزًا في دعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة، بينما دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، باستثناء الولايات المتحدة، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس، وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

وأشار أعضاء المجلس، وعددهم 14 دولة، في بيان مشترك، إلى أن المجاعة في غزة تشكل "أزمة من صنع البشر"، وحذروا من أن استخدام التجويع كسلاح في الحرب يُعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. كما دعوا إسرائيل إلى رفع جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية فورًا وبدون شروط، مؤكدين أن نحو 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، يعانون من المجاعة، مع توقع ارتفاع العدد إلى 641 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر، وفقًا لتقارير نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

الفيلم وأبعاده الفنية
يقدم فيلم بريان سينجر صورة درامية عن الصراعات العائلية في سياق تاريخي وسياسي معقد. تدور الأحداث حول شخصية الأب وابنه، ويستند العمل إلى فترات الحرب الإسرائيلية على لبنان، مستعرضًا التوترات التي عاشها السكان المدنيون والصعوبات التي واجهوها تحت الاحتلال الإسرائيلي. ويعكس الفيلم أيضًا الصراعات الشخصية والعاطفية بين الأجيال، حيث يتقاطع التاريخ السياسي مع حياة الشخصيات بشكل يكشف عن أبعاد إنسانية عميقة.

من جهة أخرى، يبرز العمل جون فوييت في دور الأب، ويجسد شخصية رجل يعيش صراعات أخلاقية ومعنوية، في حين يركز المخرج الإسرائيلي ياريف هوروفيتز على تصوير المواقف الحقيقية للجنود الإسرائيليين والممارسات العسكرية خلال الغزو، مما يعطي الفيلم مصداقية تاريخية كبيرة. ويعتبر هذا التعاون بين سينجر وهوروفيتز خطوة فنية استثنائية، تجمع بين السينما الأمريكية والمشهد السينمائي الإسرائيلي، مع توتر سياسي واضح.

الجدل المتوقع حول الفيلم
يتوقع النقاد أن الفيلم سيحدث حالة جدل كبيرة على المستويين الفني والسياسي، خاصة في ظل التوترات الحالية بين إسرائيل وفلسطين، ودور الولايات المتحدة في دعم إسرائيل. ويشير محللون إلى أن الفيلم قد يكون منصة لعرض وجهة نظر نقدية تجاه سياسات إسرائيل، الأمر الذي قد يثير ردود فعل متفاوتة بين جماهير الشرق الأوسط والجاليات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما يثير الفيلم تساؤلات حول السينما والتاريخ، ودور الأعمال الفنية في توثيق الصراعات السياسية والمعاناة الإنسانية، خصوصًا في مناطق النزاع مثل لبنان وغزة. ويضيف النقاد أن السينما يمكن أن تكون أداة توعية، لكنها في الوقت نفسه يمكن أن تصبح ساحة جدل سياسي وثقافي، بحسب السياق الذي يُعرض فيه الفيلم والجمهور المستهدف.

الأبعاد الإنسانية والسياسية
مع استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يسلط الفيلم الضوء على الانتهاكات التي شهدها الجنوب اللبناني، بما في ذلك التجويع والحصار والعمليات العسكرية التي أثرت على المدنيين، وهو ما يتزامن مع الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يعاني الآلاف من نقص الغذاء والخدمات الأساسية. وقد أكد مسؤولو الأمم المتحدة أن الوضع في غزة يمثل أزمة إنسانية غير مسبوقة، وأن استمرار الصراع يزيد من تعقيد جهود الإغاثة الدولية.

كما يوضح الفيلم كيف يمكن أن تتقاطع السياسة مع الحياة اليومية، وكيف يترتب على الصراعات المسلحة آثار نفسية واجتماعية كبيرة على الأفراد والعائلات. ويعتبر هذا الجانب الإنساني أحد أبرز عناصر الجذب للفيلم، حيث يقدم منظورًا مختلفًا عن الأحداث التاريخية، بعيدًا عن الدعاية السياسية التقليدية.

الخلفية الفنية لبريان سينجر
يعد بريان سينجر من أبرز مخرجي هوليوود، وقد اشتهر بأعمال مثل سلسلة X-Men وThe Usual Suspects، وقد واجه في مسيرته المهنية عدة جدالات شخصية وقانونية، لكن قدراته الفنية والإخراجية جعلته قادرًا على إنتاج أعمال ذات بعد درامي وسياسي معقد. ويعتبر هذا الفيلم الجديد أحد أكثر أعماله جرأة من الناحية السياسية، حيث يعكس موقفًا نقديًا تجاه الاحتلال الإسرائيلي بطريقة فنية درامية.

المشهد السينمائي الأمريكي والإسرائيلي
يشير مراقبون إلى أن دمج عناصر من السينما الأمريكية والإسرائيلية في فيلم واحد، مع تناول أحداث تاريخية حساسة، يعكس تغيرًا في العلاقة بين الفن والسياسة، حيث يحاول صانعو الفيلم استخدام الفن كمنصة لنقد السياسات دون الوقوع في المحظورات القانونية، خصوصًا في ظل توتر العلاقات الدولية.

ردود الأفعال المحتملة
من المتوقع أن يشهد الفيلم تفاعلًا واسعًا على المستويين الإعلامي والجماهيري، حيث يمكن أن يثير موجة من النقاشات حول ممارسات إسرائيل التاريخية في لبنان وفلسطين، فضلًا عن نقاشات حول حقوق الإنسان واستخدام التجويع كسلاح حرب. وقد تسلط وسائل الإعلام العربية الضوء على الفيلم كأداة توثيقية تكشف عن جوانب من الصراع لم تُعرض سابقًا.

أبعاد قانونية وإنسانية
يتناول الفيلم ضمنيًا الانتهاكات التي يمكن أن تصنف وفق القانون الدولي، مثل الحصار والتجويع واستخدام المدنيين كرهائن، وهو ما يعزز بعدًا توثيقيًا للمعاناة الإنسانية. وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن استخدام التجويع كسلاح حرب محظور وفق اتفاقيات جنيف، وأن استمرار الانتهاكات يزيد من وطأة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وجنوب لبنان.

تحليل نقدي
من الناحية النقدية، يعتبر الفيلم إضافة مهمة للمشهد السينمائي، لأنه يجمع بين الدراما الإنسانية والنقد السياسي الصريح. ويشير النقاد إلى أن السينما يمكن أن تلعب دورًا في نشر الوعي وتغيير المواقف الجماهيرية، خاصة إذا قدمت الأحداث بأسلوب متقن ومتوازن، كما فعل السينجر في أعماله السابقة.