فينيسيا – إيطاليا، 28 أغسطس 2025 – تلقى أحدث أفلام المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، بعنوان "La Grazia"، تصفيقًا حارًا من جمهور مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بعد انتهاء عرضه الأول في حفل الافتتاح، حيث استمر التصفيق لمدة أربع دقائق متواصلة، مما يعكس مدى تفاعل الحضور مع العمل الفني واهتمام النقاد والجمهور بالقضايا المطروحة في الفيلم.
وكشف سورينتينو، الحائز على جائزة الأوسكار، أن فيلمه الأخير مستوحى من معضلة سياسية واقعية أثارت تساؤلات أخلاقية عميقة، ويعكس الصراعات الداخلية التي تواجه المسؤولين السياسيين عند اتخاذ قرارات مصيرية تؤثر على المجتمع بأسره.
يتتبع فيلم "La Grazia" الأشهر الأخيرة في ولاية رئيس إيطالي متخيل، ماريانو دي سانتيس، الذي يواجه مهمة صعبة تتمثل في اتخاذ قرارات حساسة حول قانون يسمح بالقتل الرحيم، بالإضافة إلى البت في طلبات عفو رئاسي عن سجينين مدانين بجريمة قتل. وتتقاطع هذه القرارات مع حياته الشخصية، ما يولد صراعات أخلاقية وسياسية معقدة، ويجعل من الفيلم دراسة نفسية ودرامية عميقة للشخصيات وصراعات السلطة والضمير.
ويضم فريق التمثيل الإيطالي نخبة من النجوم الذين تعاونوا سابقًا مع سورينتينو، ومن بينهم:
توني سيرفيلو
آنا فيرزيتي
ماسيمو فينتورييلو
أورلاندو سينك
ميلفيا ماريجليانو
جوزيبي جاياني
جيوفانا جويدا
وقد نجح هؤلاء الممثلون في تقديم أداءات متقنة، ساهمت في إيصال الصراع النفسي والسياسي الذي يعيشه رئيس الجمهورية المتخيل، مع الحفاظ على الواقعية والدراما المشوقة التي اعتاد عليها جمهور سورينتينو.
التحليل الفني والفكري
يعتبر فيلم "La Grazia" استمرارًا لمسيرة سورينتينو في استكشاف الشخصيات المعقدة والأزمات الأخلاقية، حيث يمزج بين السياسة، القرارات الشخصية، والدراما الإنسانية.
ويقدم الفيلم نقدًا اجتماعيًا وطرحًا تساؤليًا حول القرارات السياسية الصعبة، وعلاقتها بالقيم الأخلاقية والضمير الفردي، وهو ما جعله محط اهتمام النقاد في افتتاح مهرجان فينيسيا.
كما سلط الفيلم الضوء على التحديات القانونية والسياسية التي تواجه القادة في القرارات المصيرية، خاصة تلك المتعلقة بالحياة والموت والعفو عن المدانين، مما يعكس تساؤلات حول العدالة، المسؤولية، وأبعاد السلطة السياسية.
حصل فيلم "La Grazia" على ترحيب واسع من جمهور مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث أبدى الحضور إعجابهم بالمزيج بين الأداء التمثيلي الراقي والحبكة الدرامية المحكمة، مؤكدة أن سورينتينو لا يزال أحد أبرز صناع السينما الإيطالية الذين يمتلكون القدرة على طرح قضايا أخلاقية وسياسية معقدة من خلال الفن السينمائي الراقي