أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، معتبرة أن هذا السلوك يمثل "جريمة صهيونية نكراء" تكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال القائم على السادية والوحشية والتنكر لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية.
وأكدت الحركة أن سياسة حجز الجثامين تأتي في إطار محاولات الاحتلال للانتقام من الشعب الفلسطيني وعائلات الشهداء، وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية المتمثلة في وداع أبنائهم ودفنهم وفق التقاليد الدينية والوطنية.
وطالبت "حماس" في بيانها المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية بالتحرك الفوري والجاد لفضح هذه الممارسات غير القانونية، والضغط على حكومة الاحتلال لإجبارها على الإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة، مشددة على أن هذه القضية تمثل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية المنظومة الدولية في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وأوضحت الحركة أن استمرار الاحتلال في هذه السياسة يضاف إلى سجل جرائمه بحق الفلسطينيين، من قتل واعتقالات وتهجير وهدم منازل، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني، الذي سيواصل نضاله المشروع حتى نيل حريته واسترداد حقوقه كاملة.
وترى "حماس" أن هذا الملف يجب أن يكون على رأس أولويات التحرك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني والعربي والإسلامي، بما يضمن إنهاء هذه المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
دعت حركة حماس، في بيان لها عبر قناة الجزيرة، المسلمين إلى شد الرحال نحو المسجد الأقصى تزامنًا مع ما وصفته بـ دعوات المستوطنين التحريضية لتكثيف الاقتحامات.
وحذرت حركة حماس، من خطورة الوضع الراهن في مدينة القدس، مؤكدة أن الممارسات الإسرائيلية والاقتحامات الاستفزازية تشكل تهديدًا للسلم والأمن في المنطقة.
كما طالبت حماس الأمة العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مشددة على ضرورة التحرك الجماعي لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، التي أثارت توترات كبيرة بين الفلسطينيين والمستوطنين، مع استمرار الدعوات لزيارات جماعية للمقدسات.
فيما تتواصل الأزمة الإنسانية في غزة، اليوم السبت، تستعد القوات الإسرائيلية لهجوم واسع النطاق في القطاع، وذلك بعد أن وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطط الجيش للقضاء على حركة حماس وإجلاء السكان من قطاع غزة، بحسب تعبيره.
وحذر كاتس من إمكانية تدمير مدينة غزة ما لم تقبل حماس بشروط إسرائيل.
وأفاد المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية بأن الجيش سيطلب من مليون فلسطيني في مدينة غزة إخلاءها بداية من الأحد المقبل، مضيفة أنه من المتوقع أن يبدأ الهجوم الجديد على مدينة غزة منتصف سبتمبر.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد أكدت أن وفد التفاوض قد يعود لمهامه خلال أيام، مشيرة إلى أن التواصل مع الوسطاء لم ينقطع.