الشام الجديد

نتنياهو: «غزة ميدان المعركة.. وسنستمر في بناء أرضنا ومنع إقامة دولة فلسطينية»

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 07:47 ص
مصطفى عبد الكريم
عقب اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر
نتنياهو خلال اجتماع
نتنياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر

بين نار المعركة في غزة، يصرّ «نتنياهو» على موقفه الصلب، مُؤكدًا أن الأرض التي تبنيها «إسرائيل» ستظل حصنها، وأنه لا مكان لدولة فلسطينية على حدوده.

وفي هذا الصدد، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، بتصريح غامض قائلًا: «الأمر بدأ في غزة وسينتهي فيها»، جاء ذلك عقب اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر حول التطورات بشأن غزة.

تصريحات نتنياهو

وأضاف نتنياهو في فعالية بالقدس ليل الثلاثاء: «لن نترك هؤلاء الوحوش هناك. سنُطلق سراح جميع رهائننا. سنضمن ألا تُشكّل غزة تهديدًا لإسرائيل».

كما تفاخر رئيس وزراء إسرائيل بأن حكومته تُعيق قيام دولة فلسطينية.

وأوضح: «قلت إننا سنمنع قيام دولة فلسطينية، ونحن نفعل ذلك معا. قلت إننا سنبني ونتمسك بأجزاء من أرضنا، وطننا، ونحن نفعل ذلك».

وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت بأن المجلس الأمني المصغر «الكابينيت» أنهى اجتماعه، يوم الثلاثاء، من دون مناقشة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، حسب الاتفاق الذي وافقت عليه حركة حماس قبل أيام.

وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الاجتماع استمر أقل من 3 ساعات، و«لم يتضمن تصويتًا رسميًا».

لابيد يُهاجم حكومة نتنياهو

وبعد الاجتماع، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الحكومة، وقال إن «انعقاد مجلس الوزراء وعدم مناقشة صفقة الرهائن يُمثّل وصمة عار أخلاقية أخرى على حكومة السابع من أكتوبر».

وأضاف لابيد: «أقول للشعب الإسرائيلي بكل صراحة: هناك صفقة مطروحة ومن الممكن إعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء الحرب. اجتماع مجلس الوزراء عار وطني. لم يطرح موضوع الرهائن، فما المُلِحّ بالنسبة لهم؟».

وفي السياق ذاته، خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في أنحاء البلاد، مساء الثلاثاء، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب والإفراج عن (50) رهينة لا يزالون محتجزين في غزة.

«نتنياهو» يُحفّز بن غفير وسموتريتش لتعطيل فرص التوصل إلى اتفاق مع حماس

من ناحية أخرى، يُشكّل تحفيز رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، للوزيرين «إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش» لتعطيل فرص التوصل إلى اتفاق مع «حماس»، مُؤشرًا واضحًا على انقسامات داخلية عميقة تُعيق مسارات التسوية السياسية في المنطقة.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن نتنياهو يعمل بنشاط خلف الكواليس لتشجيع بن غفير وسموتريتش على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق مع حماس.

تصاعد الأوضاع في إسرائيل

وذكرت الصحيفة في تقرير أن "وتيرة الأحداث في إسرائيل تتسارع بشكل جنوني، ومع ذلك تبدو الصورة وكأنها دوران في حلقة مفرغة. ففي هذا الأسبوع وحده، انشغل المستوى السياسي والعسكري بستة ملفات متفجرة في وقت واحد، جميعها مرتبطة بالحرب مع حماس".

وبحسب الصحيفة، يصف الجيش الإسرائيلي اقتراح الوسطاء الجديد بأنه نسخة "مطورة" من الخطة التي قدمها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف فيتكوف، قبل نحو شهر، مبينة أنه "لو طُرحت تلك الصيغة في حينها لكانت حظيت بترحيب المؤسسة الأمنية. لكن نتنياهو غير موقفه فجأة وانتقل إلى مطلب الصفقة الكاملة من دون توضيح أسباب هذا التحول".

ولفتت إلى أنه "على ضوء سرعة تسريب التعليمات للإعلام والتصريحات النارية لوزراء اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير وأوريت ستروك، يبدو أن نتنياهو يعمل مجددا خلف الكواليس لدفعهم إلى عرقلة أي تقدم في المفاوضات"، كاشفة أنه "حتى الآن، لا أحد في إسرائيل باستثناء وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يعرف فعليا إلى أين يقود رئيس الحكومة مسار المفاوضات، بينما جرى تهميش فرق العمل المكلفة بملف الأسرى بشكل كامل".

ترامب يدعم نتنياهو

وأضافت: "بعد موجة التفاؤل الأولية التي شعر بها أهالي الأسرى هذا الأسبوع، يزداد الاعتقاد مجدداً بأن نتنياهو لن يذهب نحو صفقة ما لم يجبره ترامب على ذلك، خصوصا أن الأخير لا يزال داعما له بشكل كامل".

وقالت إن وزراء "الليكود" برئاسة نتنياهو "يتسابقون على إطلاق تصريحات استعراضية. فوزيرة المواصلات ميري ريغف غادرت في زيارة طويلة إلى الولايات المتحدة تاركة شبكة السكك الحديدية في حالة انهيار، بينما تباهى وزير الخارجية جدعون ساعر برفع علم إسرائيل في زامبيا. أما وزير الدفاع إسرائيل كاتس فأعلن إقرار خطط لعملية جديدة للسيطرة على مدينة غزة أطلق عليها اسم "مركبات جدعون 2". لكن المفارقة أن كاتس نفسه يعترف بالحاجة إلى عملية جديدة رغم حديثه عن "حسم" سابق للتنظيم".

وفي ظل هذا الدعم المتواصل من «نتنياهو»، تبدو فرص التوصل إلى اتفاق مع «حماس» مرهونة بتغير المواقف السياسية الداخلية في إسرائيل.

بينت: «حكومة نتنياهو فشلت في الحفاظ على دعم المجتمع الدولي»

من جهة أخرى، في انتقاد مباشر للسياسات الإسرائيلية الراهنة، حمّل رئيس الوزراء السابق، «نفتالي بينت»، حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية التدهور المُتسارع في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، مُشيرًا إلى أنها لم تعد تحظى بالدعم الذي اعتادت عليه من حلفائها التقليديين.