أكد محمد دبو، رئيس قطاع ترويج الاستثمار في وزارة التخطيط الصومالية، أن بلاده تشهد حالياً تحسناً كبيراً في عدة قطاعات اقتصادية، أبرزها الزراعة، الإنشاءات، والاقتصاد الأزرق، بالتوازي مع تحسن الوضع الأمني في البلاد.
وأوضح دبو، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن الأمن النسبي ساعد سوق العقارات على دخول مرحلة نمو نشطة، حيث بدأت شركات البناء الدولية ومزوّدو التكنولوجيا في المشاركة بتطوير مشاريع إسكانية وتجارية، مدعومة بمواد بناء وتقنيات متطورة. كما أوضح أن الوزارة قامت بمواءمة خطة التحول الوطني مع استراتيجية ترويج الاستثمار لدعم هذه الحركة الاقتصادية.
الفرص الاستثمارية:
أوضح دبو أن الصومال غني بالموارد الطبيعية التي لم تُستغل بعد بشكل كامل، مشيراً إلى أن القطاع الزراعي يشكل حوالي 65% من الناتج المحلي الإجمالي ويُوظّف نحو 65% من القوة العاملة. ويُساهم قطاع المواشي بحوالي 40% من الناتج المحلي الصافي وأكثر من 50% من إيرادات الصادرات، مع تحقيق تقدم ملحوظ في إنتاج حليب الإبل في بعض المزارع مثل مزرعة بدر التي توظف 200 شخص وتنتج منتجات مثل زبادي حليب الإبل.
القطاعات الأخرى:
أشار دبو إلى أن قطاع الطاقة المتجددة والبنية التحتية للطاقة يشهد نشاطاً متزايداً، لا سيما مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، ضمن خطة التحول الوطني لتعزيز الاقتصاد المقاوم للتغير المناخي. كما ذكر أن قطاع العقارات يشهد نمواً مستمراً نتيجة الطلب المتزايد على الإسكان والتجهيزات الحضرية، بدعم من دخول شركات بناء دولية واستخدام تقنيات حديثة.
خطط تحسين بيئة الأعمال:
قال دبو إن الحكومة اعتمدت إصلاحات تشريعية مهمة تشمل قوانين الشركات وحماية المستثمرين، إضافة إلى إنشاء آليات لحل النزاعات البديلة لتعزيز الثقة الاستثمارية. وذكر أن ذراع الوزارة الترويجي "سوم إنفست" (SomInvest) يلعب دوراً محورياً في الترويج للاستثمار ومحاربة البيروقراطية، ما أدى إلى زيادة ملموسة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خصوصاً خارج العاصمة مقديشو وفي المدن الحضرية الأخرى.
واختتمت اليوم بمقر رابطة أفبينس التعليمية في مقديشوً فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بترقية أداء معلمي اللغة العربية في المدارس الصومالية، التي أقيمت بالتعاون مع برنامج بيان لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها التابع للأكاديمية الصومالية للإعلام الرقمي ( صودما) ، بالشراكة ورعاية كلية بنادر للتربية التابعة لرابطة أفبينس في إطار برامجها التنشيطية المعتادة في عطلة منتصف العام.
شارك في الدورة اثنان وستون متدربًا ومتدربة من مختلف محليات مقديشو، وقدّم محاضراتها أساتذة مختصون من السودان الشقيق، حيث تناول الدكتور إسحق علي محمد (مدير الإدارة الأكاديمية بجامعة المغتربين – في السودان)ومدير برنامج بيان محاور تتعلق بطرق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتنمية المهارات اللغوية الأربع لدى الطلاب، إضافة إلى معالجة الصعوبات التي يواجهها المتعلم الصومالي. بينما تناول الدكتور بدر الدين محمد آدم (أستاذ أصول التربية بجامعة السودان المفتوحة) موضوعات حول أخلاقيات مهنة التعليم، واستراتيجيات التدريس الفعال، وخصائص المعلم المتميز.
وشارك في الحفل الختامي مسؤولون من وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية في البلاد والذين شددوا على أهمية مثل هذه الأنشطة الأكاديمية والتربية
وأكدت السيدة ماريا زكريا رئيسة قسم الجودة في وزارة التربية والتعليم العالي إن “واقع اللغة العربية في الصومال اليوم يثير القلق أمام هيمنة اللغات الأجنبية، وما نراه في نتائج الثانوية العامة من تدنٍ في مادتي التربية الإسلامية (٣٦٪) واللغة العربية (٤٠٪) يؤكد مسؤوليتنا جميعًا كمعلمين وصنّاع قرار في مضاعفة الجهد، والحفاظ على هويتنا وقيمنا، مشيرة إلى أن التربية الإسلامية واللغة العربية ليستا مجرد مواد دراسية، بل عماد هويتنا الوطنية والدينية، والنموذج التربوي القرآني سبيل لغرس القيم وتعزيز الانتماء للوطن والدين.