دراسات وأبحاث

«الصحفيون» في مرمى النيران الإسرائيلية مُجددًا.. تصاعد الخسائر البشرية بغزة

الثلاثاء 26 أغسطس 2025 - 09:05 ص
مصطفى عبد الكريم
قصف إسرائيلي على
قصف إسرائيلي على غزة - أرشيفية

في ظل تصاعد العنف المتواصل في «قطاع غزة»، يعود «الصحفيون» ليقفوا في قلب المعركة، غير مُدركين أن مهنتهم النبيلة تجعلهم هدفًا مباشرًا للنيران الإسرائيلية. مع تزايد الخسائر البشرية التي ارتفعت لتشمل (92) قتيلاً، بينهم (6) صحفيين، يتجلى بوضوح حجم المخاطر التي يُواجهها العاملون في مجال الإعلام، الذين يسعون إلى نقل الحقيقة رغم الظروف القاسية. 

انتهاك صارخ مُتكرر

إن استهداف المرافق الصحفية والكوادر الإعلامية لا يُمثّل فقط انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، بل يُضاعف من مُعاناة المدنيين ويُعطل إيصال أصواتهم للعالم.

وفي هذا الصدد، أعلنت مصادر طبية، يوم الإثنين، ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى (62744)، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى (158259)، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أن حصيلة القتلى والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، بلغت (10900) قتيل، و(46218) مُصابًا.

وأوضحت أن (28) فلسطينيًا سقطوا ضحايا المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت الإصابات (184)، ليرتفع إجمالي قتلى لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى (2123)، والإصابات إلى (15615).

أزمة غذائية مُستمرة

وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، (11) حالة وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفلان، ليرتفع العدد الإجمالي إلى (300) حالة وفاة من ضمنهم (117) طفلًا.

وتتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة بوتيرة مُتصاعدة في ظل قصف وغارات لا تهدأ، وسط تحذيرات فلسطينية من أن الاحتلال يسعى إلى فرض وقائع ميدانية قسرية قبل أي حديث عن وقف العدوان.

كما يُواصل الجيش الإسرائيلي تضييق الخناق على مدينة غزة وأطرافها الشمالية ضمن خطة أقرها «الكابينت» وطرحها رئيس الوزراء، «بنيامين نتنياهو» تحت عنوان «حسم الحرب».

إطالة الحرب مُتوقعة

وكشفت تقارير عبرية بينها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الجيش يُخطط لإطالة أمد الحرب إلى نصف عام وربما أكثر، بحجة استخلاص العبر من المناورات السابقة، حتى لو تطلب الأمر منح الجنود فترات راحة خلال المعارك.

وبينما تستمر الغارات الإسرائيلية في استهداف قطاع غزة، يظل «الصحفيون» في موقع الخطر، يعكسون بشجاعة مأساة شعبهم ويُواجهون تهديدات غير مسبوقة على حياتهم. هذه الخسائر البشرية المتزايدة تُبرز الحاجة المُلّحة إلى وقف العنف وحماية العاملين في مجال الإعلام الذين يلعبون دورًا حيويًا في إيصال الحقيقة إلى العالم.

«ترامب» ينتقد قصف إسرائيل لمستشفى ويُثير وعودًا بوقف الحرب في غزة

من جهة أخرى، في تحرك سياسي لافت، خرج الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بانتقادات حادة ضد «إسرائيل» بعد قصفها أحد المستشفيات في «غزة»، مُعتبرًا أن هذا التصعيد «غير مقبول»، ومُثيرًا وعودًا بوقف الحرب وطرح حلول «قريبة» لإنهاء الصراع.

وفي هذا الصدد، شدد دونالد ترامب، على ضرورة تسوية الوضع في قطاع غزة في أقرب وقت.

استياء أمريكي رسمي

وأعرب الرئيس الأمريكي عن استيائه من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل 20 شخصا بينهم خمسة صحفيين ورجل إطفاء وإصابة عدد كبير آخر، مشيرا إلى أنه لم يكن على علم بها.

وأردف ترامب قائلا للصحفيين في البيت الأبيض: "لست راضيا عنها.. لا أريد أن أراها.. يجب أن ننهي ذلك الكابوس قطاع غزة".

وأكد الرئيس ترامب أن الوضع في غزة سيئ جدا، مجددا رغبته في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وأفاد بأنه يظن أنه خلال أسبوعين أو ثلاث ستكون لديهم "نهاية حاسمة" جيدة للحرب في قطاع غزة.

تقدير عدد الرهائن

وكرر الرئيس الأمريكي تقديره بأن عدد الرهائن المتبقين على قيد الحياة في قطاع غزة لا يتجاوز العشرين.

وصرّح ترامب: "مات واحد أو اثنان"، دون تحديد مصدر هذه المعلومات.

وتأتي هذه التعليقات بعد تصريحات مماثلة يوم الجمعة الماضي، حين قال ترامب إن "عشرين رهينة لا يزالون على قيد الحياة، وربما أقل لأن بعضهم رحلوا"، وأوضح أن هذا الوضع يصعب المفاوضات.

وذكر أن إدارته ستواصل كل الجهود الممكنة لتأمين إطلاق سراحهم.

قناة عبرية تكشف: «ترامب يستعد لزيارة إسرائيل قريبًا»

من جهة أخرى، في خطوة تعكس اهتمامًا مُتزايدًا بالتوترات الإقليمية وتأثيراتها على السياسة الأمريكية، كشفت قناة عبرية عن استعدادات لزيارة مُرتقبة للرئيس «ترامب» إلى إسرائيل، في توقيت حساس يعكس أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وفي هذا الصدد، أفادت قناة «I24 News» العبرية، بأن اتصالات أولية تُجري بين إسرائيل والولايات المتحدة تمهيدًا لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تل أبيب، في بداية شهر ديسمبر المُقبل.

تواصل وثيق بين واشنطن وتل أبيب

وذكر المراسل السياسي للقناة العبرية، غاي عزريئيل، مساء يوم الأحد، أن مصادر إسرائيلية وأمريكية أكدت وجود هذه الاتصالات.

وأشار المصدر إلى انه إذا تمت الزيارة بالفعل فستكون هذه الأولى له إلى إسرائيل في ولايته الثانية في المنصب.

وقام «ترامب» بزيارة واحدة إلى إسرائيل لمُدة يومين خلال ولايته السابقة في مايو 2017، حيث التقى برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبالرئيس آنذاك رؤوفين ريفلين.

كما اجتمع مع رئيس السُلطة الفلسطينية محمود عباس وزار أيضًا حائط البراق ومتحف ياد فاشيم.

ترامب تجاهل إسرائيل

وفي شهر مايو من هذا العام، قام رئيس الولايات المتحدة بزيارة سياسية أولى إلى الشرق الأوسط في ولايته الثانية وحينها لم تكن إسرائيل جزءًا من الزيارة.

ومنذ بداية ولايته الحالية، التقى ترامب بـ«نتنياهو» ثلاث مرات على الأقل في البيت الأبيض الأول كان في فبراير ثم في أبريل ويوليو.

وتبقى تفاصيل هذه الزيارة المُرتقبة مفتوحة على العديد من التساؤلات حول تأثيرها على الديناميات الإقليمية، ومدى قدرتها على إعادة تشكيل المشهد السياسي بين واشنطن وتل أبيب.

وزير المالية الإسرائيلي يُعلن وقف الإمدادات الإنسانية إلى غزة

على جانب آخر، في وقت تتعالى فيه الدعوات الدولية لحماية المدنيين في «قطاع غزة»، يخرج تصريح رسمي من وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، «بتسلئيل سموتريتش»، ليُؤكّد: «لا طعام ولا ماء ولا وقود لغزة».

وفي هذا الصدد، قال سموتريتش، إنهم لا يمكنهم إدخال المساعدات إلى العدو في قطاع غزة أو إدخال المياه أو الطعام أو الكهرباء أو الوقود.

استيطان بلا حدود

ونقلت "القناة 14" العبرية عن وزير بتسلئيل سموتريتش قوله: "سنواصل تعزيز الاستيطان في جميع أنحاء أراضينا".

وتابع وزير المالية الإسرائيلي قائلا: "لن نقيم أبدا دولة عربية إرهابية على أرض إسرائيل".

وواصل سموتريتش ادعاءه بأن عملية الجيش الإسرائيلي المخطط لها في مدينة غزة يجب أن تفرض على حماس ثمنا باهظا عسكريا وسياسيا.

حصار شامل لغزة

وصرّح الوزير الإسرائيلي "أتحدث عن مناورة مكلفة للغاية في المرحلة الأولى.. غزة منطقة قتال ويجب إخلاء سكانها لحماية أنفسهم وعزل الإرهابيين.. بمجرد أن نفعل ذلك علينا فرض حصار كامل ومنع دخول الطعام، وإغلاق أنابيب المياه والوقود والكهرباء.. كل شيء".

وأردف بالقول: "أنتم تعزلون حماس وفي المناطق التي تقاتلون فيها.. تفرضون حصارا كاملا.. عندها إما أن يموت الإرهابيون في الأنفاق أو يستسلموا ويسلمونا الرهائن".

وأفاد سموتريتش بأن هناك أيضا ثمنا سياسيا وموقفه معروف، فنحن نريد ضم جزء كبير من قطاع غزة وعلينا السماح بإنشاء المستوطنات، وهذا جزء يوضح ثمن الخسارة والخطأ الذي ارتكبه العدو.

غزة تحت نيران إسرائيلية مُكثفة.. قصف واسع وتفجيرات تهزّ القطاع

«غزة» تحت نيران كثيفة منذ ساعات، مع قصف إسرائيلي جوي وبري مُكثف طال مناطق واسعة من شمال القطاع إلى جنوبه، وسط دوي انفجارات عنيفة وتصاعد كثيف للدخان، في تصعيد هو الأوسع منذ أسابيع، يُهدد بانزلاق الأوضاع نحو مواجهة أشدّ، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.