بعد شهور من الجمود الميداني والتصعيد الكلامي، يظهر الاتفاق الأمريكي الأوروبي الأخير كمؤشر على إحياء المسار الدبلوماسي بشأن «الأزمة الأوكرانية». ومع تصاعد كُلفة الحرب على الطرفين، تُبرز الحاجة إلى تحالف غربي أكثر انسجامًا لدفع الأطراف نحو طاولة التفاوض.
وفي هذا الصدد، اتفق وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مع وزراء خارجية دول أوروبية وأوكرانيا ومفوضة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على مواصلة الجهود الدبلوماسية المشتركة لتسوية النزاع في أوكرانيا.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الأمريكية أن "وزير الخارجية الأمريكي ووزراء الخارجية الأوروبيين بالإضافة إلى أوكرانيا ومفوضة الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي اتفقوا على مواصلة التعاون في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب من خلال تسوية تفاوضية دائمة".
وأضافت الوزارة أن الاتصال حضره وزراء خارجية أوكرانيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا وفرنسا.
وناقش الرئيسان الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، سبل تسوية النزاع الأوكراني خلال اجتماع عُقد في ألاسكا في 15 أغسطس.
ووصف الزعيمان اللقاء بإيجابية. وعقب القمة، صرّح الرئيس الروسي بإمكانية إنهاء النزاع في أوكرانيا، مؤكدا حرص روسيا على التوصل إلى تسوية طويلة الأمد.
بدوره، أشار ترامب إلى أنه وبوتين قد اتفقا على "العديد من النقاط" بشأن القضية الأوكرانية، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق بشأن عدد من القضايا. وفي اليوم نفسه، أجرى مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قال فيها إن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا تعتمد الآن على فلاديمير زيلينسكي.
من ناحية أخرى، في تصريح يعكس تحولًا جوهريًا في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، أن واشنطن لم تعد تُقدّم الأسلحة لكييف على شكل مساعدات مجانية، بل بدأت ببيعها، في خطوة تُفسَّر على أنها محاولة لإعادة ضبط العلاقة الدفاعية وسط ضغوط داخلية ومالية مُتزايدة.
وقال روبيو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" عقب محادثات البيت الأبيض: "لم نعد نعطي أوكرانيا أسلحة. لم نعد نمنح أوكرانيا أموالا. الآن نحن نبيعها أسلحة، والدول الأوروبية تدفع ثمنها عبر حلف الناتو".
وصرّح الوزير بأن لقاء الرئيس دونالد ترامب مع القادة الأوروبيين وفلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض شكل لحظة فارقة وحدثا غير مسبوق.
وأضاف روبيو في المقابلة ذاتها: "أعتقد أن كل هذا كان لحظة محورية، حدثا غير مسبوق".
يُذكر أن ترامب كان قد عقد اجتماعا مع زيلينسكي في 18 أغسطس. وحضر إلى البيت الأبيض معه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
من جهة أخرى، في أعقاب اجتماعاته مع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» والقادة الأوروبيين، قرر زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، إلغاء مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، ما يعكس استراتيجية دبلوماسية دقيقة تهدف إلى التحكم في الخطاب الإعلامي والتوقيت المناسب لعرض مواقفه في ظل الأجواء السياسية المُتوترة.