دراسات وأبحاث

مفاوضات مرتقبة بين إيران و«الترويكا» الأوروبية بجنيف وسط تصعيد في الملف النووي.. تفاصيل

الإثنين 25 أغسطس 2025 - 12:21 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

من المقرر ان تستضيف مدينة جنيف، غداً (الثلاثاء)، جولة جديدة من المباحثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا)، لبحث الملف النووي الإيراني وقضية رفع العقوبات.

محادثات محفوفة بالتوتر بين إيران والترويكا الأوروبية في إسطنبول

 ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن مصدر مطلع أن الطرفين اتفقا على عقد هذه الجولة التي ستركز على الجوانب النووية والآليات المتعلقة بإلغاء العقوبات.

وسيترأس مجيد تخت روانجي الوفد الإيراني، بينما سيشارك من الجانب الأوروبي نواب وزراء الخارجية، وتأتي هذه الجولة بعد لقاء سابق جرى في إسطنبول في يوليو (تموز) الماضي، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية.

وكان وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد أجروا، الجمعة الماضية، اتصالاً هاتفياً مشتركاً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بحثوا خلاله آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات على طهران. وفي المكالمة، أكد عراقجي رفض بلاده لهذه الآلية، معتبراً أن أوروبا «غير مؤهلة قانونياً وأخلاقياً» لتفعيلها، محذراً من تداعيات هذا المسار.

في المقابل، أكد الجانب الأوروبي استعداده لمواصلة الجهود الدبلوماسية، وتم الاتفاق على استكمال المحادثات في جنيف يوم الثلاثاء على مستوى نواب وزراء الخارجية.

إيران تعلن عن جولة مباحثات جديدة مع الترويكا الأوروبية في 13 كانون الثاني |  الميادين

طهران وموسكو تدعوان إلى إنهاء العمل بقرار مجلس الأمن 2231

وفي سياق متصل، دعت طهران وموسكو، السبت، إلى إنهاء العمل بالقرار الدولي 2231 في موعده المقرر، وسط تحركات أوروبية جدية لإحياء آلية «سناب باك». ولوّحت إيران بإمكانية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، معتبرة ذلك خياراً «مطروحاً الآن».

وبحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي، مستجدات الملف النووي الإيراني، بالتزامن مع اقتراب انتهاء العمل بالقرار 2231 الذي أقر الاتفاق النووي في 2015.

الترويكا الأوروبية وإيران.. مفاوضات على وقع طبول التصعيد | سكاي نيوز عربية

وذكرت وكالة «مهر» أن الجانبين حمّلا «الترويكا» الأوروبية مسؤولية التصعيد، واتهماها بالتواطؤ مع الولايات المتحدة في الهجمات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، معتبرين ذلك انتهاكاً صريحاً للقرار الأممي.

وشدد عراقجي على أن تمديد العمل بالقرار لا يدخل ضمن صلاحيات الدول الأوروبية، بل يعود لمجلس الأمن وأعضائه فقط. كما أجرى اتصالات منفصلة مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، تناولت تداعيات تفعيل «سناب باك».

عرض أوروبي لإيران بالمفاوضات النووية مع الترويكا في إسطنبول | الشرق للأخبار

توتر بين طهران ووكالة الطاقة الذرية... وتهديدات ضد غروسي

وفي تطور مثير، كشفت وكالة «أسوشييتد برس» عن تلقي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، تهديدات من مسؤولين إيرانيين باعتقاله في حال زيارته لطهران، ما زاد من تعقيد العلاقة بين الطرفين.

وأفادت الوكالة بأن وسائل إعلام مقربة من النظام الإيراني طالبت بمحاكمة غروسي، متهمة إياه بتقديم تقارير «مضللة» حول برنامج إيران النووي. ووصل الهجوم إلى حد اتهامه من قبل مسؤولين كبار، مثل نائب رئيس السلطة القضائية، بـ«المشاركة في الجريمة».

في المقابل، ذكرت «بلومبرغ» أن وفداً من الوكالة الدولية سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لتنسيق المواقف مع الولايات المتحدة بشأن التطورات الأخيرة، خصوصاً في ظل غياب بيانات دقيقة عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، يُعتقد أنه فُقد خلال الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية.

ورغم التصعيد، أشارت وكالة «مهر» إلى أن طهران لا تزال منفتحة على الحوار، حيث عقد وفد إيراني اجتماعاً فنياً في فيينا مع ممثلي الوكالة الدولية، أحرز خلاله «تقدماً ملحوظاً» في مسار التعاون الفني، في ظل ما وصفته إيران بـ«الظروف الجديدة» بعد التوترات الأخيرة وسنّ البرلمان الإيراني لقوانين جديدة تنظم التعامل مع الوكالة.