أحداث خاصة

ألمانيا تضغط من أجل تحالف أمني مُوسع لدعم أوكرانيا

الإثنين 25 أغسطس 2025 - 05:28 ص
مصطفى عبد الكريم
وزير الخارجية الألماني
وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول

في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية، دعت «ألمانيا» إلى تشكيل مظلة أمنية مُتعددة الأطراف لحماية «أوكرانيا»، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول استدامة الدعم الغربي والتوازن بين الردع والمواجهة.

وفي هذا الصدد،صرّح وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، بأن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية من مجموعة واسعة من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.

برلين تدعو لضمانات أقوى

وقال فادفول خلال اليوم المفتوح للحكومة الألمانية يوم الأحد: "هناك حاجة إلى ضمانات أمنية لأوكرانيا تقربها قدر الإمكان من معنى عضوية الناتو"، حسبما أفادت قناة "BR24".

ووفقًا له، "من المستحيل مطالبة أوكرانيا بالتفكير جديا في التنازل عن جزء من أراضيها إذا لم تحصل على الأقل على ضمانات أمنية حقيقية من أكبر عدد ممكن من الدول في المقابل، بحيث تكون بقية أراضيها على الأقل آمنة".

ويرى فادفول أن ذلك لن يشكل تهديدا لروسيا.

وأضاف فادفول: "قد يشكل هذا أساسا لنا في أوروبا لإيجاد السلام أخيرا"، كما أكد على ضرورة توسيع دائرة ضامني أمن أوكرانيا لتشمل "ما وراء أوروبا".

تحالف الراغبين يتوسع

واستضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين في البيت الأبيض فلاديمير زيلينسكي وقادة الدول الأوروبية. خلال الاجتماع، أوضح ترامب أنه لن يقارن الضمانات الأمنية التي قد يحصل عليها كييف بتلك الموجودة في الناتو. وأضاف زعيم الولايات المتحدة أنه لن تكون هناك قوات أمريكية في أوكرانيا خلال فترة رئاسته. ونقلت وكالة "بلومبرغ" أن الضمانات الأمنية للولايات المتحدة وأوروبا لنظام كييف ستعتمد على عمل "تحالف الراغبين" الذي قد يشمل قوات متعددة الجنسيات.

من جانبها، شددت وزارة الخارجية الروسية على أن أي سيناريو لنشر قوات دول حلف الناتو في أوكرانيا غير مقبول لروسيا، وينطوي على خطر التصعيد الحاد. وقد وصف البيان السابق للوزارة التصريحات الصادرة في بريطانيا ودول أوروبية أخرى حول إمكانية نشر قوات من دول التحالف في أوكرانيا بأنها تحريض على استمرار الأعمال القتالية.

رئيس وزراء كندا يفتح الباب أمام إرسال قوات إلى أوكرانيا

من جهة أخرى، في خطوة قد تُغير من ديناميات الصراع في أوكرانيا، يفتح رئيس وزراء كندا، «مارك كارني»، الباب أمام إمكانية إرسال قوات عسكرية لكييف، مما يعكس تزايد الدعم الغربي وتعقيد المشهد الأمني الدولي.

زيارة كارني إلى كييف

وفي هذا الصدد، لم يستبعد مارك كارني خلال زيارته إلى كييف، إرسال قوات كندية إلى أوكرانيا كجزء من ضمانة أمنية إذا ما تم التوصل إلى اتفاق سلام.

وأدلى كارني بهذه التصريح في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي عقب اجتماع ثنائي بينهما.

وعندما سُئل عن نوع الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدّمها كندا لأوكرانيا، قال كارني "الجيش الأوكراني يجب أن يحظى بالدعم.. لكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك.. لا أستبعد تواجد قوات كندية في أوكرانيا".

وصرّح كارني بأن كندا لا تعتقد أنه من "الواقعي" أن يكون الجيش الأوكراني وحده كافيا لضمان الأمن.

وأضاف "هذا الأمر يحتاج إلى دعم وتعزيز"، مشيرا إلى أن كندا تتعاون مع حلفائها في "تحالف الراغبين" بشأن أشكال الحماية الأُخرى التي يمكن تقديمها لأوكرانيا عن طريق البر والجو والبحر.

كندا ضمن تحالف الراغبين

وذكر الإعلام الكندي أن أوتاوا تشارك منذ أكثر من سنتين في محادثات تهدف لتوفير ضمانات لاتفاق سلام من أي نوع كان في أوكرانيا، وتحولت هذه المحادثات في الخريف الماضي إلى "تحالف الراغبين" ويضم معظم الدول الأوروبية بالإضافة إلى كندا واليابان وأستراليا.

وحل رئيس الوزراء الكندي في العاصمة الأوكرانية ضيفا على زيلينسكي للمشاركة في الاحتفال بعيد استقلال أوكرانيا.

وفي كلمة ألقاها خلال حفل أقيم بالمناسبة، قال كارني إن أوكرانيا تمر بمرحلة حرجة من الحرب، ويجب تكثيف دعم المجتمع الدولي لكييف.

كندا تدعم السلام

وقال في كلمته: "عندما يحل السلام ستكون كندا موجودة.. سنكون معكم لتعزيز السلام والأمن والازدهار لأوكرانيا بمجرد توقف الحرب".

وأشاد كارني في خطابه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحداث تحول وخلق فرص للسلام.

وكان رئيس الوزراء الكندي قد غادر بلاده في وقت مبكر من يوم السبت في رحلة طويلة إلى أوروبا تشمل بولندا وألمانيا ولاتفيا، ووصل إلى كييف بالقطار في وقت مبكر من يوم الأحد برفقة وزير الدفاع ديفيد ماكغينتي، علما أنه لم يتم الإعلان مسبقا عن هذه الزيارة إلى العاصمة الأوكرانية لدواع أمنية.

ألمانيا: «عملية إرسال باتريوت لأوكرانيا تمر بمراحل مُتعددة وتستغرق وقتًا»

من ناحية أخرى، في ظل الضغوط الدولية لتزويد «أوكرانيا» بأنظمة دفاعية مُتقدمة، تُوضح «ألمانيا» أن المرحلة المُقبلة ستشهد تحديات كبيرة تتعلق بإعداد وتجهيز منظومات «باتريوت» للشحن، مما يستدعي فترة زمنية طويلة قد تُؤثر على الجدول الزمني المُتوقع.