دراسات وأبحاث

صواريخ من صنعاء وغارات من تل أبيب.. اشتعال جبهة البحر الأحمر

الإثنين 25 أغسطس 2025 - 03:41 ص
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

في مشهد ممتد لسلسلة الانتهاكات الإسرائيلية الدموية في المنطقة، دوّت انفجارات عنيفة في قلب العاصمة اليمنية صنعاء، بعدما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات وصفت بالأعنف منذ بدء التصعيد. 

 

ستة قتلى وعشرات الجرحى سقطوا تحت أنقاض المنازل والمواقع المستهدفة، في مشهد يعكس اتساع رقعة الحرب وخروجها من حدود غزة نحو جبهات جديدة، ليدخل اليمن رسميًا دائرة المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مسرح حرب إقليمية مفتوحة.

 

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، إنه قصف "بنى تحتية عسكرية" في صنعاء، شملت المجمع الرئاسي ومحطتي الطاقة في حزيز وأسار وموقعًا لتخزين الوقود، زاعمًا أن هذه المرافق تُستخدم لتشغيل أنشطة عسكرية للحوثيين، من بينها تسيير الطائرات المسيّرة وإطلاق الصواريخ. 

 

وزعم متحدث جيش الاحتلال أن الضربات جاءت "ردًا على هجمات متكررة شملت إطلاق صواريخ أرض-أرض ومسيرات على الأراضي الإسرائيلية".

 

من جانبه، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من نبرة التهديد زاعمًا: "نظام الإرهاب الحوثي سيدفع ثمنًا باهظًا، وسيواصل سلاح الجو ضرب الأهداف الاستراتيجية في اليمن ما دامت الاعتداءات مستمرة". 

 

ورافق نتنياهو وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير خلال جولة في مقر سلاح الجو بقاعدة كرياه لمتابعة العمليات.

 

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القنوات 12 و13 و14، أن الغارات ركزت على القصر الرئاسي في صنعاء، إلى جانب مواقع عسكرية ومخازن وقود، بينما تحدث مراسلون ميدانيون عن سماع ثلاثة انفجارات عنيفة في منطقة عطان جنوبي العاصمة.

 

وفي المقابل، وصفت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين الهجوم بأنه "عدوان صهيوني أميركي"، مؤكدة أن استهداف العاصمة يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للسيادة اليمنية.

 

ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الاشتباكات غير المباشرة بين إسرائيل والحوثيين، على خلفية الحرب الدائرة في غزة، حيث تبنّت الجماعة خلال الأشهر الماضية عدة هجمات صاروخية وبالمسيّرات استهدفت مناطق إسرائيلية وسفنًا مرتبطة بها في البحر الأحمر.

 

وبينما يرى مراقبون أن الضربات الإسرائيلية على اليمن تهدف إلى توسيع دائرة الضغط الإقليمي على حلفاء إيران، يحذر آخرون من أن استمرار القصف قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع، خاصة في ظل تداخل جبهات الصراع الممتدة من غزة ولبنان وصولًا إلى البحر الأحمر واليمن.