حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة من كارثة إنسانية وشيكة إذا ما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مدينة غزة، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية والإنسانية داخل القطاع تسير نحو الأسوأ.
وقال المسؤول الصحي في تصريحات أدلى بها منذ قليل:
"الوضع الإنساني هش للغاية، وإذا دخلت قوات الاحتلال إلى مدينة غزة، فإن الأمور ستخرج عن السيطرة، وستتفاقم معاناة المدنيين بشكل غير مسبوق."
وأكد أن المساعدات الطبية التي تدخل القطاع حاليًا غير كافية على الإطلاق، ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المستشفيات التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، إضافة إلى الضغط الكبير بسبب تزايد أعداد المصابين والنازحين.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية في غزة تعمل تحت ضغط هائل، وسط انهيار شبكات الكهرباء والمياه، وتدمير مستشفيات ومراكز طبية، ما يهدد حياة الآلاف من الجرحى والمرضى، خصوصًا من الأطفال وكبار السن.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، بينما تُحذر منظمات إنسانية دولية من دخول غزة في مرحلة الكارثة الكاملة إذا لم يُسمح بمرور عاجل وكامل للمساعدات.
طالب عمار عمار المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه القانون الدولي الإنساني والسماح بدخول المساعدات بالكميات اللازمة لقطاع غزة.
وقال عمار ـ في تصريح لقناة (روسيا اليوم) الإخبارية اليوم /السبت/ ـ إنه على السلطات الإسرائيلية أن تسمح بالدخول الفوري وغير المقيد بالمساعدات على نطاق واسع للوصول الى الأسر في جميع أنحاء قطاع غزة بما في ذلك تحسين آليات التوصيل والتوزيع للوصول الآمن للمساعدات.
وكان كاظم أبو خلف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أعلن أمس /الجمعة/ أن أكثر من 2000 شخص قتلوا، وأصيب نحو 14 ألف آخرين، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من مؤسسات إنسانية داخل غزة، في مشهد غير مسبوق في التاريخ الحديث.. مشيرا إلى أن تصنيف الأمن الغذائي المرحلي المتكامل الصادر عن الأمم المتحدة أكد أن قطاع غزة دخل بالفعل في مرحلة المجاعة رسميا، بينما تشير البيانات إلى أن الوضع في شمال القطاع أسوأ بكثير.
يشهد قطاع غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تعقيداً في العصر الحديث، حيث يواجه أكثر من مليوني إنسان خطر المجاعة الشاملة نتيجة حصار خانق وحرب مدمرة حوّلت الغذاء إلى سلاح حرب.
وتتصاعد التحذيرات الدولية بينما توثق التقارير الميدانية كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأعلنت الأمم المتحدة لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط إعلاناً رسمياً للمجاعة في قطاع غزة، حيث تشير أحدث التقييمات إلى تجاوز جميع العتبات الحرجة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وتظهر البيانات أن 95% من السكان يعيشون مستويات جوع حادة، بينما يعاني 40% من الأطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية خطير.