الخليج العربي

المساعدات الإنسانية الإماراتية طوق نجاة لمكافحة المجاعة في غزة

الجمعة 22 أغسطس 2025 - 06:27 م
نرمين عزت
غزة
غزة

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، رسميا تفشي المجاعة في قطاع غزة، حيث يواجه نحو 500 ألف شخص مستويات جوع "كارثية" وفق تقديرات خبرائها.

«شبح المجاعة» في غزة

وكان المشهد الإنساني يرسم صورته القاسية بأبشع الأرقام: نصف مليون إنسان يواجهون الجوع الشديد، آلاف الأطفال مهددون بالأوبئة، ومنازل مدمرة بلا ماء ولا دواء ولا غذاء.

وفي قلب هذه العاصفة برز الدور الإماراتي بوصفه حضورًا ثابتًا في الساحة، ليس فقط عبر المساعدات المباشرة، بل من خلال رؤية سياسية وإنسانية مترابطة أعادت تعريف معنى الالتزام في زمن الأزمات.

وجمعت دولة الإمارات بين الصوت السياسي المساند للقضية الفلسطينية والمبادرات الميدانية التي لم تتوقف رغم تعقيدات الواقع.

وجاءت كلمات الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، معبّرة حين كتب على منصة "إكس": "مع إعلان الأمم المتحدة رسميًا تفشي المجاعة في غزة واعتبارها على لسان مسؤولها للشؤون الإنسانية (لحظة عار جماعي) للمجتمع الدولي، سيسجّل التاريخ أن وطني الإمارات وقف شامخًا بإنسانيته وعطائه، من خلال التزام جاد شكّل 42% من مجمل المساعدات الدولية لتخفيف حدة هذه المأساة. تظل التزاماتنا الإنسانية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومعاناته ثابتة وراسخة في انتمائنا العربي وضميرنا الإنساني".

بهذه الكلمات افتتح قرقاش شهادة سياسية وإنسانية تختصر الموقف الإماراتي من كارثة غزة، حيث تجاوزت الإمارات حدود التعاطف النظري إلى فعل ميداني متواصل، جسد حضورها عبر مبادرات جوية وبحرية وبرية، ومشروعات إغاثية وصحية ومائية أعادت بعض التوازن إلى حياة المدنيين في القطاع.

هذا التوازن بين السياسة والميدان جعل الموقف الإماراتي مختلفًا. فالمشهد لم يتوقف عند الخطاب الرسمي أو المواقف الدبلوماسية، بل تُرجم إلى طائرات تحمل الغذاء، سفن تنقل الإمدادات، مستشفيات تستقبل الجرحى، ومشاريع مياه تعيد الحياة لمدن عطشى.

مع انسداد الطرق البرية، خصوصًا نحو شمال القطاع المحاصر، برزت مبادرة "طيور الخير" كأحد أكثر الحلول ابتكارًا ضمن عملية "الفارس الشهم 3".

وحتى 21 أغسطس/آب 2025، نفذت القوات الجوية الإماراتية 77 عملية إسقاط جوي، ألقت نحو 4028 طنًا من المواد الغذائية والإغاثية.

ولم تكن المسألة مجرد إسقاط عشوائي، بل عملية دقيقة استخدمت فيها أنظمة التوجيه عبر الأقمار الصناعية "GPS"، لضمان وصول المساعدات إلى المناطق الأشد حاجة وسط ظروف أمنية معقدة. سكان غزة وصفوا هذه الطائرات بأنها "طيور النجاة"، إذ كانت حمولتها تعني لعائلات كاملة يوماً إضافياً من الحياة.

وعكست المبادرة إصرار الإمارات على كسر القيود اللوجستية. ففي الوقت الذي تعطلت فيه القوافل على المعابر، اخترقت الطائرات الإماراتية السماء محمّلة بما يحتاجه الجائعون.

هذه العمليات لم تقتصر على الرمزية، بل أسهمت في تخفيف العبء عن آلاف الأسر، لتثبت أن التصميم الإنساني قادر على إيجاد مسارات حين تُغلق الطرق.