اعتبر مراقبون وقانونيون تصريحات أدلى بها وزير التعليم السوداني التهامي الزين بإعفاء الطلاب المشاركين في المعارك العسكرية من الرسوم الدراسية اعترافا رسميا من الحكومة بالزج بالأطفال في العمليات القتالية، مشيرين الى أن ذلك يشكل انتهاكا للقوانين الدولية والمحلية.
وتزامنت تصريحات الوزير السوداني مع جدل كبير أثاره مقطع فيديو نشره نشطاء على وسائط التواصل الاجتماعي يظهر مقتل أطفال يقاتلون في صفوف مجموعات متحالفة مع الجيش خلال معارك جرت في كردفان بغرب البلاد يوم الأربعاء.
واعتبر الناشط السياسي هشام عباس أن ظهور أطفال مجندين في صفوف مجموعات متحالفة مع الجيش في معارك كردفان الأخيرة، جريمة تتحمل مسؤوليتها قيادة الجيش السوداني، وتؤكد فشل المؤسسة العسكرية في منع المجموعات المتحالفة معها من تسليح واستخدام الأطفال في الحرب.
وأضاف "بدلاً من ان يتحمل الجيش مسؤلياته ومنها منع تجنيد الأطفال، فإنه يستمر في تكوين مليشيات يمارس عبرها كل ما يخالف واجبات العسكرية والوطنية والانسانية".
استغلال الفراغ
يشير مراقبون إلى استغلال بعض المجموعات المسلحة لحالة الفراغ النفسي التي يعيشها أطفال السودان في ظل الحرب الحالية بعد توقف أكثر من 15 مليونا منهم عن الدراسة منذ اندلاع القتال.
ووصفت لجنة معلمين السودان تصريحات الوزير بشأن إعفاء الطلاب المشاركين في العمليات العسكرية من الرسوم الدراسية، بأنه انتهاك صارخ لحقوق الطفل والالتزامات القانونية والدولية التي تعهدت بها الدولة السودانية.
ودارفور السودانية، التي أنهكتها الحرب والتشريد، تجد نفسها اليوم في مواجهة «كارثة غذائية حقيقية»، بعد استهداف قافلة إنسانية تُعد من بين القنوات القليلة المتبقية لإيصال الغذاء. في ظل الانهيار الأمني والسياسي، يُصبح تجويع السكان أداة «ضغط»، وساحة المعركة تنتقل من الخطوط الأمامية إلى بطون الجياع.
وفي هذا الصدد، أعلنت الأمم المتحدة، أن هجوما بمسيرة استهدف قافلة أممية أدى إلى اشتعال النيران بحوالي 16 شاحنة كانت تحمل طعاما إلى منطقة شمال دارفور السودانية المصابة بمجاعة.
وأضافت الأمم المتحدة أن جميع الشاحنات دمرت.
وأفادت المتحدثة باسم الأمم المتحدة دانييلا غروس للصحفيين، بأن جميع السائقين والموظفين المسافرين مع قافلة برنامج الأغذية العالمي لم يتعرضوا للضرر.
وأوضحت غروس أنه لم يتضح بعد من المسؤول عن الهجوم الذي وقع الأربعاء.
وأشارت إلى أنه الهجوم الثاني في غضون الأشهر الثلاثة الماضية لمنع قافلة تابعة للأمم المتحدة من توصيل المساعدات إلى شمال دارفور.