المغرب العربي

البعثة الأممية تقترح حكومة جديدة في ليبيا.. و«الدبيبة» يُعلّق

الجمعة 22 أغسطس 2025 - 03:34 ص
مصطفى عبد الكريم
رئيس حكومة الوحدة
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة

أثار مقترح «البعثة الأممية» بتشكيل حكومة جديدة جدلًا واسعًا في «الأوساط الليبية»، بين من يراه مخرجًا من الأزمة المُمتدة، ومن يعتبره تدخلًا في الشأن السيادي. في هذا السياق، جاء تعليق رئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، ليعكس تشكيكًا ضمنيًا في نوايا المبادرة، وتمسكًا بشرعية قائمة رغم الخلاف حولها.

الدبيبة يتمسك بالانتخابات المباشرة

وفي هذا الصدد، أبدى عبد الحميد الدبيبة، موقفه الرسمي الأول تجاه اقتراح البعثة الأممية في ليبيا بشأن تشكيل حكومة جديدة وتعديل القوانين الانتخابية، مُؤكدًا رفضه استمرار المراحل الانتقالية دون إجراء انتخابات رئاسية مباشرة.

وقال الدبيبة في تصريحه: «القوانين الانتخابية كانت وما زالت العائق الأساسي أمام إجراء الانتخابات منذ 2021، وإحاطة المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن اليوم أكدت ما قلناه، مما يجعل معالجة هذه النقطة أولوية أساسية ضمن خارطة الطريق الجديدة».

الرهان على وعي الليبيين

وأضاف أن أي خارطة طريق تدفع نحو الانتخابات وتوحيد جميع المؤسسات تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه شدد على أن الرهان الحقيقي يبقى على وعي وإرادة الشعب الليبي، مُؤكدًا ضرورة استعلام وطني شامل يضمن مشاركة كل المواطنين في الانتخابات وتحديد الأولويات التي تقود إلى استحقاق حقيقي يعكس إرادة الشعب.

وشدد الدبيبة على موقف حكومته الثابت: الذهاب المباشر للانتخابات على أساس قوانين قابلة للتنفيذ هو الحل الوحيد لإنهاء الانقسام السياسي وتحقيق إرادة الليبيين. وأوضح أن إنهاء الأجسام الموازية مرحب به، لكن لا ينبغي أن يكون ذريعة لتأجيل الانتخابات.

واختتم الدبيبة تصريحه بالتأكيد على دور مجلس الأمن والمجتمع الدولي في دعم العملية الانتخابية ومحاسبة من يعرقلها، لضمان انتخاب حكومة تمثل الشعب وتحقق دولة موحدة ومستقرة.

الدبيبة: «ليبيا تترك خلفها عهد الميليشيات وتتقدم نحو جيش مُوحد قوي»

من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، «عبد الحميد الدبيبة»، أن بلاده تسير بثبات نحو تأسيس جيش مُوحد يضمن الأمن والاستقرار، مُنوهًا إلى أن زمن «الميليشيات» قد انتهى.

وفي هذا الصدد، «الدبيبة»، خريجي وعائلات دفاعات الكليات العسكرية، مُؤكًدا أن استقرار الدولة لا يتحقق إلا بوجود جيش وطني موحد.

وأشار إلى أن الحكومة ماضية في ثلاثة مسارات رئيسية، هي دعم الجيش النظامي المحترف، وإنهاء حالة السلاح خارج سلطة الدولة، والحفاظ على الاستقرار الأمني الذي تحقق، كما أكد أن هذه المسارات تسير بشكل متواز وبخطى ثابتة.

الدبيبة يُؤكّد سيادة الدولة على المرافق السيادية

وأضاف الدبيبة أن زمن وصف ليبيا بأنها "بلاد الميليشيات" قد ولى، وأن الدولة ستبسط سلطتها على جميع المرافق السيادية، من موانئ ومطارات وقواعد عسكرية، دون أي استثناء، مشددا على أن سلطة الدولة يجب أن تكون المرجع الأعلى للجميع.

ووجه رئيس الحكومة رسالة للخريجين قائلا: "أنتم اليوم تبدأون مرحلة جديدة من العمل والعطاء، وستكونون في الصفوف الأمامية للدفاع عن ليبيا. تمسكوا بشرف الخدمة العسكرية، وبالانضباط، والولاء للوطن وحده، فأنتم درع ليبيا وحصنها الحصين".

الدبيبة يدعو للحزم والانضباط لحماية الدولة ومؤسساتها

كما أكد أن معركة إنهاء السلاح خارج سلطة الدولة مستمرة، وأن الحكومة نجحت في تجاوز أصعب مراحلها بفضل إرادة الليبيين، داعيا إلى الحزم في مواجهة أي تهديدات تمس الدولة ومؤسساتها، والعمل بروح الانضباط والمسؤولية لبناء دولة آمنة يسودها القانون.

جاءت تصريحات الدبيبة خلال حفل تخريج الدفعة (55) من الكلية العسكرية، والدفعة (40) من كلية الدفاع الجوي، والدفعة (39) من الكلية الجوية، والدفعة (33) من أكاديمية الدراسات البحرية، والدفعة (36) من المعهد العسكري الفني، والذي أقيم في مقر الكلية العسكرية بطرابلس.

وحضر الحفل النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، ورئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، ومدير المخابرات العسكرية اللواء محمود حمزة، ورؤساء الأركان النوعية، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.

ليبيا.. «الدبيبة» يُشيد بدور وزارتي الداخلية والدفاع في فرض الأمن

من جهة أخرى، وفي وقت سابق، عبّر رئيس الحكومة الليبية، «عبدالحميد الدبيبة»، عن تقديره لأداء وزارتي «الداخلية والدفاع»، مُشيدًا بما حققتاه من "تقدم ملموس" في ترسيخ الأمن وتعزيز هيبة الدولة.