جيران العرب

الحرس الثوري الإيراني يتوعّد إسرائيل برد حاسم على أي خطأ في الحسابات

الجمعة 22 أغسطس 2025 - 02:50 ص
مصطفى عبد الكريم
 القائد العام للحرس
القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد وتيرة التصريحات العدائية، جاء تحذير «الحرس الثوري الإيراني» بمثابة رسالة ردع واضحة لتل أبيب، يُؤكّد فيها أن أي «سوء تقدير» من قِبل إسرائيل لن يمر دون ردّ، ما يعكس استعداد طهران للدخول في مرحلة أكثر حِدة من المواجهة المباشرة أو غير المباشرة.

وفي هذا الصدد، شدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، على أن طهران سترد على أي خطأ حسابات من إسرائيل في مواجهة إيران ردا حاسما وسريعا وباعثا على الندم.

وأكد اللواء محمد باكبور، أن القوات المسلحة الإيرانية ستكون في قمة اليقظة والاستعداد لضمان وحماية استقلال البلاد وأمنها القومي وسلامة أراضيها.

إيران تُحذّر الأعداء

وأفاد القائد العام للحرس الثوري الإيراني في رسالة تهنئة وجهها اللواء محمد باكبور إلى وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد طيار عزيز نصير زادة، بمناسبة يوم الصناعات الدفاعية في البلاد، بأن تجربة الحرب الأخيرة المفروضة على إيران من قبل أمريكا وإسرائيل أثبتت أن استراتيجية تعزيز الدفاع الشامل والاعتماد على القدرات الذاتية ستمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم الشريرة وستحذرهم من مغامرات جديدة.

وأضاف: "لا شك أن الإنجازات العظيمة والباعثة على الفخر التي حققتها الصناعة الدفاعية في جمهورية إيران الإسلامية هي ثمرة الإيمان والثقة بالنفس والمبادرة والجهود الدؤوبة لأبناء الشعب المخلصين والثوريين الذين رسموا بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة طريق عزة البلاد واستقلالها الدفاعي، واليوم، بالاعتماد على هذه القدرات بلغت جمهورية إيران الإسلامية ذروة القدرات الردعية".

وصرّح بأن تجربة الدفاع التي استمرت 12 يوما أثبتت مرة أخرى، أن استراتيجية تعزيز الدفاع الشامل والاعتماد على القدرات الذاتية ستحبط الأعداء من تحقيق أهدافهم الشريرة وتحذرهم من خوض مغامرات جديدة.

وأشار في رسالته إلى ضرورة تعزيز التآزر والتنسيق بين وزارة الدفاع والقوات المسلحة، معربا عن ثقته بأن مواصلة هذا النهج سترسم مستقبلا أكثر إشراقا وفخرا في تحقيق أهداف الثورة الإسلامية وضمان أمن البلاد المستدام.

هيئة الأركان الإيرانية تُهدد أمريكا وإسرائيل برد أشد على أي تحرك جديد

في رسالة تحذيرية واضحة، أكدت «هيئة الأركان الإيرانية»، استعدادها للرد بقوة على أي مغامرة جديدة من جانب «الولايات المتحدة أو إسرائيل»، مما يعكس توترًا مُتزايدًا في العلاقات بين طهران وحلفائها الغربيين. ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية وتنامي المخاوف من تصعيد عسكري مُحتمل.

ودعت الأركان الإيرانية، واشنطن وتل أبيب إلى الكف عما وصفته بـ"التآمر والعداء" ضد طهران، مُحذرة من أن أي "مغامرة عسكرية" أو "خطأ في الحسابات" سيُقابل برد أقسى منه في أي وقت مضى.

بيان قوي من هيئة الأركان الإيرانية

وجاء في بيان صادر عن هيئة الأركان: «إن الاستكبار العالمي لم يتعلم الدرس من هزائمه المتكررة، وبعد (46) عامًا عاد مرة أخرى، بالتعاون مع الكيان الصهيوني المزيّف والوحشي وقاتل الأطفال، وهو أداته وذراعه في المنطقة، لشن عدوان جديد ضد إيران الإسلامية. غير أن هذه المؤامرة الآثمة، وبشهادة خبراء ومحللين وساسة، لم تجلب لهم سوى الهزيمة المذلة والعار والانكسار».

وأضاف البيان: «إن تاريخ الثورة الإسلامية المشرق قد سجل في مسيرته الزاخرة فصولًا ذهبية من الإيمان الراسخ والغيرة الفريدة للإيرانيين في صناعة الملاحم والانتصارات المشرّفة، لتكون عبرة دائمة للطغاة وأركان نظام الهيمنة، إذ أثبت هذا الشعب بقيادته الحكيمة والشجاعة أن لا قوة قادرة على إخضاعه بلغة التهديد والابتزاز».

واختتمت هيئة الأركان بيانها بتحذير لواشنطن وتل أبيب، قائلة: «نُوجّه إنذارًا جديدًا وحازما إلى أمريكا المجرمة والشريرة والكيان الصهيوني الوحشي بضرورة التوقف عن التآمر والعداء ضد إيران القوية والمنيعة»، مُحذّرة من أنه «في حال أي خطأ في الحسابات أو مغامرة شيطانية، فإن ما أدى إلى ضبط النفس وحال دون تنفيذ عمليات واسعة خلال حرب لـ(12) يومًا المفروضة لن يتكرر، بل سيُواجه المعتدون مفاجآت وإجراءات أشد وقعًا وأعنف ردًا منها في أي وقت مضى».

أكبر مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية

يُذكر أن ما يعرف بنزاع "الـ 12 يومًا" بين إسرائيل وإيران، كان قد اندلع فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025، وتمثّل في أكبر مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين، حيث بدأت إسرائيل بضربات جوية على مواقع إيرانية واغتيال قياديين عسكرين وعلماء نوويين، فردت طهران بهجمات صاروخية ومسيّرة واسعة النطاق على الأراضي الإسرائيلية.

وفي (22 يونيو 2025)، شنت القوات الجوية والبحرية الأمريكية هجمات على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية هي فوردو، ونطنز، وأصفهان، إذ أكد الرئيس الأمريكي أن هذه الضربات عطلت برنامج إيران النووي وألحقت أضرارا بالغة بالمواقع. في حين ردت إيران بشن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في قاعدة "العديد" الجوية في قطر، وأفادت التقارير أنه لم تقع إصابات بين القوات الأمريكية في هذا الهجوم.

وانتهى التصعيد بإعلان ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في (24 يونيو 2025).

وتُشير التهديدات الإيرانية المُتكررة إلى رغبة طهران في تعزيز موقفها التفاوضي في مواجهة الضغوط الدولية، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام مزيد من التوترات التي قد تتصاعد إلى مواجهة عسكرية، ما يجعل من المنطقة على شفا أزمة جديدة قد تُؤثر على الأمن العالمي.

وزير الخارجية الإيراني يُثمّن جاهزية القوات المسلحة ويُحذّر من مؤامرات

من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، عن ثقته العالية في جاهزية القوات المسلحة للدفاع عن البلاد، مُشددًا في الوقت نفسه على ضرورة الحذر من محاولات ومؤامرات جديدة تستهدف أمن إيران.