في مُؤشر على تصعيد مُحتمل في السياسة الأمريكية تجاه «فنزويلا»، أكد البيت الأبيض استعداد الرئيس «دونالد ترامب»، لاستخدام القوة ضد «عصابات المخدرات» التي تنشط داخل الأراضي الفنزويلية. ويأتي هذا التصريح في سياق تشديد الإدارة الأمريكية على محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وفرض ما تُسميه «سيادة القانون» في محيطها الإقليمي.
وفي هذا الصدد، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستعد لاستخدام جميع أدوات القوة الأمريكية لوقف الاتجار بالمخدرات.
وتوجه الصحفيون إلى ليفيت خلال مؤتمر صحفي بسؤال عما إذا كان ترامب يفكر في إمكانية إنزال قوات عسكرية في فنزويلا على خلفية إرسال ثلاث سفن حربية أمريكية إلى سواحل البلاد، يُزعم وجود 4 آلاف من مشاة البحرية على متنها.
وردت ليفيت قائلة: "بالنسبة لفنزويلا، فإن الرئيس ترامب واضح للغاية ومتسق. إنه مستعد لاستخدام جميع عناصر القوة الأمريكية لوقف تدفق المخدرات إلى بلدنا ومحاسبة المسؤولين أمام العدالة".
وفي سياق مُتصل، لم يستبعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في مقابلة سابقة مع قناة "فوكس نيوز"، إمكانية تنفيذ ضربات جوية أمريكية أو استخدام طائرات مسيرة أو أي قوة أخرى ضد الكارتلات في المكسيك كجزء من جهود السلطات الأمريكية لمكافحة الجريمة المنظمة.
وخلال المقابلة، سُئل وزير الدفاع عن إمكانية إرسال قوات أمريكية إلى المكسيك أو استخدام القوة، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار والضربات الجوية. وأجاب هيغسيث: "لا يمكنني الكشف عن أي شيء. ومع ذلك، أنا لا أنذر مسبقا بأن القوات الأمريكية ستكون في المكسيك. هذا ليس ما أتحدث عنه".
وسبق أن أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب وقع على توجيه سري لإعداد البنتاغون لعمليات ضد كارتلات المخدرات في أمريكا اللاتينية. ووفقا للنشر، تنص الوثيقة على استخدام القوة العسكرية خارج الولايات المتحدة.
وردًا على ذلك، رفضت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم بشدة أي احتمال لتدخل عسكري أمريكي. وقالت إن موقف مكسيكو قد تم الإعلان عنه بوضوح وبشكل متكرر خلال محادثات هاتفية مع واشنطن.
من ناحية أخرى، أعلنت «الولايات المتحدة»، عن مُضاعفة المكافأة المالية لمن يُقدّم معلومات تُؤدي إلى اعتقال رئيس فنزويلا، «نيكولاس مادورو»، في تصعيد جديد للضغط على القيادة الفنزويلية.
وفي هذا الصدد، كشفت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي، يوم الخميس، عبر منصة "إكس"، عن زيادة المكافأة المقدمة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار.
وكتبت بوندي: "اليوم تعلن وزارة العدل ووزارة الخارجية عن مكافأة بقيمة 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على نيكولاس مادورو".
وفي مقطع فيديو رافق المنشور، زعمت النائبة العامة الأمريكية أن الرئيس الفنزويلي "يستخدم المنظمات الإرهابية الدولية" لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وتعتبر وزارة العدل الأمريكية، مادورو "أحد أكبر تجار المخدرات في العالم" ويمثل "تهديداً للأمن القومي" للولايات المتحدة.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد وجهت في مارس 2020، خلال الفترة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، اتهامات لمادورو وعدد من المسؤولين الفنزويليين الآخرين بالضلوع في "الإرهاب المتعلق بالمخدرات"، وحددت مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى "اعتقال و/أو إدانة" الرئيس الفنزويلي.
أما الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن فلم تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 يوليو الماضي وفاز فيها مادورو، وأعلنت بدلا من ذلك منافسه المعارض إدموندو غونزاليس رئيسا منتخبا لفنزويلا.
وقبل تنصيب مادورو في 10 يناير، عقد بايدن اجتماعا مع غونزاليس واصفا إياه بالرئيس المنتخب، كما رفع قيمة المكافأة على معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو إلى 25 مليون دولار.
على جانب آخر، وفي وقت سابق، أقرّ الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قانونًا جديدًا يتضمن خفضًا في المساعدات الخارجية وتقليصًا للإنفاق الإعلامي، في إطار سياسات إدارته الرامية إلى إعادة ترتيب أولويات الإنفاق الفيدرالي.