الخليج العربي

«دبي الإنسانية» تحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني ٢٠٢٥

الثلاثاء 19 أغسطس 2025 - 03:02 م
مريم عاصم
الأمصار

احتفلت دبي الإنسانية باليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2025 بتنظيم تجمّع للمنظمات الأعضاء.

جاء ذلك بالتعاون مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، تكريمًا لتفاني وشجاعة وتضحيات العاملين في المجال الإنساني، وتأكيدًا على أن المدنيين والعاملين في الإغاثة لا يجب أن يكونوا أبدًا هدفًا في النزاعات.

 

وجاءت الفعالية تحت شعار "من أجل الإنسانية"، وأقيمت في مقر دبي الإنسانية، بحضور ممثلين عن منظمات الأمم المتحدة، والمؤسسات الإنسانية الدولية العاملة في الدولة، وعدد من الشركاء من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.

 

وأشاد مسؤولو مؤسسات أممية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" خلال الفعالية، بالدور الريادي لدولة الإمارات في العمل الإنساني الدولي، مؤكّدين أن مساهمتها الفاعلة تتخطى كونها صاحبة دور كبير في سد الفجوة المالية لتكون شريكا إنسانيا، وصاحبة دور دبلوماسي إنساني يسهم في تعزيز وصول المساعدات إلى الملايين من المحتاجين، إلى جانب دعمها حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتجسيد قيم التضامن والتعاون الدولي في أوقات الأزمات.

وقال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية، إن اليوم العالمي للعمل الإنساني يذكرنا بإنسانيتنا ومسؤوليتنا المشتركة، ومن خلال دورها الفاعل في المنظومة الإنسانية، تشهد دبي الإنسانية يومًا بعد يوم على التضحيات الجسيمة التي يقدمها العاملون في هذا المجال، ونحن نقف تضامنًا مع جميع المتضررين من الأزمات، من عاملين في المجال الإنساني ومدنيين، ونجدد التزامنا بإيصال الأمل والكرامة والدعم لكل من هم في أمسّ الحاجة، أينما كانوا، ومهما بلغت التحديات.

من جانبها، قالت سعادة بيرانجير بويل، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات إنه في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نستذكر من فقدناهم ونكرّم شجاعة من يواصلون خدمة الآخرين، غير أنّ الاستذكار لا يكتمل إلا بالعزم على حماية المدنيين، والدفاع عن القانون الإنساني الدولي، وضمان ألا تُمنع المساعدات أو تُستغل في السياسة أو تُطوى في النسيان.

وقال سعادة راشد الحميري، مدير إدارة العمليات في وكالة الإمارات للمساعدات الدولية إن المساعدات الإنسانية جزء من البصمة الوراثية لدولة الإمارات، وقد دفعت توجيهات قيادتنا الرشيدة الاستجابة الإنسانية العالمية لدولة الإمارات إلى مستويات أعلى، فقد خصصت الإمارات 20% من إجمالي مساعداتها الخارجية خلال العامين الماضيين للاستجابة الإنسانية.

وأشار إلى إعلان العام 2025 عام المجتمع وشعاره "يدًا بيد"، وشدد على أنه فقط من خلال العمل معًا كشركاء يمكننا مواجهة التحديات والعقبات التي تواجه العمل الإنساني، خاصةً فيما يتعلق بالوصول إلى الناس المحتاجين وتوفير الموارد المطلوبة.

ومن جهتها قالت ساجدة شوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات إن يوم العمل الإنساني العالمي ليس مناسبة للاحتفال، بل هو يوم لاستذكار العاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم في إيصال المساعدات إلى المحتاجين في مناطق الأزمات والكوارث، وفي عام 2024 وحده، قُتل 383 من العاملين في المجال الإنساني وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، وهذا العام، بدأنا بالفعل في احتساب خسائر مدمرة.

وأشادت بالدور الفاعل الذي تؤديه دولة الإمارات ليس فقط كأحد أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، وإنما أيضاً كشريك إنساني استراتيجي.

وفي حديثها عن الفجوة التمويلية التي تواجه العمل الإنساني عالمياً، أفادت بأن عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات إنسانية طارئة يُقدَّر بنحو 300 مليون شخص في عام 2025، إلا أن نقص الموارد أجبر الأمم المتحدة على خفض المستهدف إلى 150 مليون شخص فقط، ليس لأن عدد المحتاجين انخفض، بل بسبب محدودية الموارد المتاحة.

وأضافت أن مستوى تمويل الخطط الإنسانية عالمياً لا يتجاوز في بعض الحالات 18 إلى 20% فقط.

وأشادت بالدور الكبير الذي تضطلع به دولة الإمارات في سد هذه الفجوة التمويلية، سواء من خلال الدعم المالي السخي أو عبر العمل الدبلوماسي الإنساني، الذي يتجلى في جهودها في التفاوض الإنساني، وتيسير تبادل الأسرى، وإيصال المساعدات، وبناء جسور التعاون الإنساني، مؤكدة أن هذا الدور الإماراتي متعدد الأبعاد يشكل نموذجاً ملهماً في دعم القضايا الإنسانية العالمية.

ومن جهته قال ستيفن أندرسون، مدير برنامج الأغذية العالمي في دولة الإمارات وممثل البرنامج لدى دول مجلس التعاون الخليجي إن برنامج الأغذية العالمي يواجه اليوم تحديات جسيمة، إذ أصبح مُجهداً، ومُموَّلاً بأقل من احتياجاته، ويتعرض في الوقت نفسه للهجمات، خصوصاً في مناطق النزاعات.

وأكد أن العاملين في المجال الإنساني يجب ألا يكونوا أبداً هدفاً، مشدداً على أن البرنامج يبذل كل ما في وسعه لحماية كوادره، لكنه في الوقت ذاته لا يتوقف عن أداء مهمته الأساسية في تسليم المساعدات إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها.

وبيّن أندرسون أن برنامج الأغذية العالمي يعمل حالياً في نحو 120 دولة حول العالم، مما يجعله من أبرز المؤسسات الإنسانية الفاعلة في مواجهة الجوع والأزمات.

وأشار إلى أن وجود البرنامج في دولة الإمارات يمتد لأكثر من عقدين من الزمن، حيث يرتبط بعلاقات قوية مع حكومة دولة الإمارات والجهات المعنية، مؤكداً أن القطاع الخاص في الإمارات يلعب دوراً محورياً، وهو ما يسهم في تسريع وتيرة الاستجابة وزيادة كفاءتها في إيصال المساعدات من أرض الإمارات إلى مختلف مناطق العالم.

قالت حنان المرزوقي، مدير إدارة العمليات والمبادرات الإنسانية في "دبي الإنسانية" إن يوم التاسع عشر من أغسطس يصادف اليوم العالمي للعمل الإنساني، وهو يوم يتم إحياؤه سنوياً تخليداً لذكرى العاملين في المجال الإنساني الذين يضحون بأرواحهم وسلامتهم من أجل إيصال المساعدات إلى المحتاجين في مناطق الصراعات والأزمات الإنسانية حول العالم، مؤكدة أن هذا اليوم يذكر المجتمع الدولي بالدور المحوري الذي يؤديه العاملون في الميدان للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين.

وأوضحت المرزوقي أن "دبي الإنسانية" تواصل دعمها مختلف المنظمات والهيئات العاملة من خلال تسهيل عملياتها اللوجستية وتنسيق المهام الإنسانية العاجلة، إضافة إلى توفير البيئة المناسبة لإدارة مشاريعها الإنسانية والتنموية من قلب دبي.

تجدر الإشارة إلى أن اليوم العالمي للعمل الإنساني أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008، ويُصادف سنويًا التاسع عشر من أغسطس، ويخلّد ذكرى تفجير مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003، كما يسلّط الضوء على أهمية حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ويكرّم تضحياتهم.