حوض النيل

الأمم المتحدة تحذر من تآكل مكتسبات السلام في جنوب السودان

الثلاثاء 19 أغسطس 2025 - 10:21 ص
ابراهيم ياسر
الأمصار

حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي مما وصفته بـ “التآكل المستمر” للمكتسبات التي تحققت من عملية السلام في جنوب السودان، بما في ذلك تصاعد العنف السياسي، والركود في تنفيذ اتفاق السلام.

وقدمت بوبي إحاطة لمجلس الأمن يوم أمس الاثنين قالت فيها إن المجتمع الدولي دعا مرارا وتكرارا إلى وقف الأعمال العدائية، ونزع فتيل التصعيد والعودة إلى الحوار.

ولكن مع ذلك، فإن هذه الدعوات “لم تسفر عن أي استجابة ملموسة”، وبدلا من ذلك، يستمر نمط من الانتهاكات والإجراءات الأحادية، مما يقوض باستمرار قدرة حكومة الوحدة الوطنية على تنفيذ الاتفاق.

ديناميكيات الصراع

وحذّرت من أن استمرار هذا الاتجاه سيؤدي، على الأرجح، إلى تحول في ديناميكيات الصراع، من عنف على المستوى الوطني وبين المجتمعات إلى مشهد أكثر تعقيدا يتشكل من الانقسامات القبلية التي تشمل الأطراف الموقعة وجهات فاعلة أخرى، بما فيها تلك القادمة من البلدان المجاورة، حسبما قالت.

ودعت بوبي الأطراف إلى كسر الجمود السياسي الحالي من خلال تجديد الالتزام الكامل باتفاق وقف الأعمال العدائية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والدخول في حوار مباشر رفيع المستوى، وإعادة الالتزام بتنفيذ عملية سلام شاملة، لا سيما بشأن القضايا الرئيسية مثل الترتيبات الأمنية الانتقالية، والعدالة الانتقالية، ووضع الدستور، والانتخابات.

وأعادت التأكيد على التزام قوات حفظ السلام الأممية بتقديم الدعم لجنوب السودان وشعبه.

على الصعيد الإنساني، أشارت السيدة بوبي إلى أن الوضع في جنوب السودان ينذر بالخطر، مشيرة إلى أن تخفيضات التمويل تترك الملايين دون مساعدة منقذة للحياة. في الفترة بين أبريل و يوليو، واجه حوالي 7.7 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 83 ألف شخص معرضون لخطر ظروف كارثية.
وأوضحت بوبي أن خطة الاستجابة الإنسانية لجنوب السودان لم تحصل حتى الآن سوى على 28.5 في المائة من المبلغ المطلوب.

رئيس وزراء السودان يستغيث بالأمم المتحدة لفك حصار مدينة الفاشر

وفي سياق منفصل، وجّه رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، نداءً عاجلًا إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة للتدخل الفوري لإنقاذ مدينة الفاشر، محذرًا من أن الوضع الإنساني هناك بلغ مستويات كارثية.

 

وقال إدريس إن العائلات في الفاشر تتضور جوعًا فيما يموت الأطفال أمام أعين ذويهم نتيجة نقص الغذاء والدواء، لافتًا إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يعيشون تحت حصار خانق يهددهم بالمجاعة والأوبئة في ظل غياب المساعدات الإنسانية.

 

وأكد رئيس الوزراء السوداني أن المطلوب هو فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال الإغاثة ومنع استخدام "سلاح التجويع" ضد المدنيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما يجري في دارفور.