عقب «قمة ألاسكا» التي وُصفت بأنها مفصلية في مسار العلاقات الدولية، بادر الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» إلى استعراض نتائجها مع ثمانية من القادة المؤثرين، في خطوة تُؤشر إلى سعي «الكرملين» لتنسيق المواقف وإعادة رسم خريطة النفوذ.
وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة «تاس»، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة اتصالات مع قادة ثماني دول، لبحث نتائج القمة الروسية الأمريكية التي عُقدت في ألاسكا يوم 15 أغسطس.
وأفادت الوكالة أن بوتين عقد اجتماعا داخليا في موسكو يوم 16 أغسطس لمناقشة مخرجات القمة، ثم اتصل في اليوم التالي برؤساء بيلاروس وكازاخستان وأوزبكستان لإطلاعهم على تفاصيل لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي 18 أغسطس، واصل بوتين اتصالاته، متحدثا مع قادة جنوب أفريقيا، طاجيكستان، الهند، البرازيل وقرغيزستان، الذين أعربوا عن دعمهم للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية. وفي اليوم نفسه، أجرى اتصالا جديدا مع ترامب، الذي بادر بالاتصال لإطلاعه على اجتماعه مع فلاديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين.
وأشارت الوكالة إلى أن بوتين كان قد تبادل اتصالات مماثلة في وقت سابق عقب زيارة المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف إلى موسكو في 6 أغسطس. كما تحدث الرئيس الروسي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، ومع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أطلعه على المفاوضات المرتقبة مع ترامب آنذاك.
من ناحية أخرى، بينما تتصاعد الجهود الدولية لتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف، كشف الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، أن تحديد مكان انعقاد القمة المُرتقبة بين «بوتين وزيلينسكي» بات وشيكًا. خطوة قد تُعيد الحياة إلى المسار الدبلوماسي بعد أشهر من الجمود السياسي والميداني.
وفي هذا الصدد، أعلن إيمانويل ماكرون، أن مكان لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع فلاديمير زيلينسكي سيتم تحديده خلال الساعات القادمة.
وقال ماكرون للصحفيين في ختام الاجتماع في البيت الأبيض، يوم الاثنين: "في ختام لقائنا جرى اتصال بين الرئيس بوتين والرئيس ترامب وتقرر أنه ستكون هناك رغبة في عقد اجتماع ثنائي بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين في مكان سيتم تحديده خلال الساعات القادمة".
وأعرب ماكرون عن أمله في أن يعقد هذا اللقاء في الأيام القريبة، مضيفا أن اللقاء الثلاثي الروسية الأوكراني الأمريكي المخطط له بعد لقاء بوتين مع زيلينسكي سيعقد بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من ذلك.
ويأتي ذلك بعد اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي وكل من وزعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وفنلندا، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام للناتو مارك روته.
وأجرى ترامب في أعقاب الاجتماع اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإطلاعه على نتائج اجتماعه في البيت الأبيض، وأعلن عن التحضيرات للقاء بين بوتين وزيلينسكي وبعد ذلك لقاء ثلاثي له معهما.
في خطوة تُعدّ تحولًا لافتًا في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، أبدى زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، استعداده للقاء مباشر مع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، لمناقشة واحد من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا: الأراضي المتنازع عليها. هذه الإشارة إلى الانفتاح السياسي قد تُمثّل بداية لمسار تفاوضي جديد، لكنّ العقبات لا تزال كثيرة.