في ظل استمرار الحرب وتقلّب مواقف الحلفاء، تبدو «أوكرانيا» حريصة على توثيق تعهدات «الضمان الأمني» بخطوات عملية، أبرزها السعي لشراء أسلحة مُتقدمة من «الولايات المتحدة» لتعزيز جاهزيتها الدفاعية وتثبيت موقعها ضمن المنظومة الغربية.
وفي هذا الصدد، أعلن فلاديمير زيلينسكي، عقب محادثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أوكرانيا اقترحت على الولايات المتحدة شراء أسلحة منها بقيمة 90 مليار دولار، بما في ذلك طائرات وأنظمة دفاع جوي.
وقال زيلينسكي: "النقطة الثانية من الضمانات هي حزمة الأسلحة الأمريكية التي لا نمتلكها. وتشمل هذه الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي. بالفعل هناك حزمة بعروضنا بقيمة 90 مليار دولار".
كما أكد زعيم نظام كييف معلومات صحيفة "فايننشال تايمز" حول عرض أوكرانيا تزويد الولايات المتحدة بطائرات مسيرة، دون تحديد المبلغ.
وأشار: "لدينا اتفاقات مع الرئيس الأمريكي بأنهم سيشترون منا الطائرات المسيرة عندما نفتح تصدير الأسلحة".
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اجتماعه مع فلاديمير زيلينسكي وقادة الدول الأوروبية في البيت الأبيض ناقش ضمانات الأمن لأوكرانيا.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "خلال الاجتماع ناقشنا مسألة ضمانات الأمن لأوكرانيا التي ستقدمها دول أوروبية مختلفة بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، مضيفا: "الجميع سعداء جداً بإمكانية تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا".
يُذكر أن ترامب كان قد عقد اجتماعا مع زيلينسكي في 18 أغسطس. وحضر إلى البيت الأبيض معه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
في تحول يُشير إلى مرونة دبلوماسية نادرة منذ اندلاع الحرب، أعلنت «أوكرانيا» استعدادها للدخول في حوار مباشر مع «روسيا» دون ربطه بشرط وقف إطلاق النار. الخطوة قد تعكس قراءة جديدة للمشهد العسكري والسياسي، وتفتح الباب أمام احتمال إعادة تفعيل المسار التفاوضي المتوقف منذ أشهر.
وفي هذا الصدد، أعلن زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، عقب محادثاته في واشنطن، بأن أوكرانيا لا تطالب بوقف إطلاق النار كشرط مسبق لعقد أي لقاء ثنائي مع روسيا.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي أمام البيت الأبيض: "إذا طرحنا مطلب وقف إطلاق النار كشرط لعقد لقاء ثنائي، فسيتهمنا الروس بإفشال المفاوضات. نحن مستعدون للقاء من دون أي شروط مسبقة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في ختام الاجتماعات التي عقدها مساء الاثنين مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين في البيت الأبيض، أنه اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و"شرع بالترتيبات لعقد اجتماع، في مكان سيتم تحديده، بين بوتين وزيلينسكي".
وأضاف ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "بعد انعقاد هذا اللقاء، سنمضي إلى اجتماع ثلاثي يضم الرئيسين وبحضور شخصي لي".
وأوضح الرئيس الأمريكي أن نائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، "سيتولون تنسيق الجهود مع روسيا وأوكرانيا".
إلى ذلك، نقل مراسل موقع "أكسيوس" الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد عن مصادر مطلعة قولها إن "ترامب يأمل في عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي قبل نهاية شهر أغسطس الجاري".
يُذكر أن الرئيس بوتين كان قد شدد مرارا على ضرورة إرساء سلام دائم دون أي قيود زمنية في أوكرانيا، مؤكدا أن الشروط التي طرحتها موسكو في صيف عام 2024 بشأن القضية الأوكرانية لا تزال سارية ولم يطرأ عليها أي تغيير.
في خطوة تُعدّ تحولًا لافتًا في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، أبدى زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، استعداده للقاء مباشر مع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، لمناقشة واحد من أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا: الأراضي المتنازع عليها. هذه الإشارة إلى الانفتاح السياسي قد تُمثّل بداية لمسار تفاوضي جديد، لكنّ العقبات لا تزال كثيرة.