اقتصاد

الصين تُغرق الأسواق بالمعادن النادرة.. تفاصيل

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 02:23 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

كثّفت الصين صادراتها من المعادن النادرة خلال يوليو، لتسجل قفزة غير مسبوقة منذ بداية العام، ما يعكس تحولاً في استراتيجيتها بعد أشهر من التلويح بورقة "الندرة" في وجه واشنطن.

فبعد أن هددت بكين بإحداث أزمة عالمية عبر تقليص الإمدادات، في خضم نزاعها التجاري مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عادت لتفتح صنبور المعادن مجدداً، في إطار هدنة اقتصادية مع الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته “بلومبرغ”.

البيانات الرسمية كشفت عن ارتفاع صادرات منتجات المعادن النادرة – وعلى رأسها المغناطيسات الدائمة – بنسبة 69% لتصل إلى 6422 طناً في يوليو، وهو أعلى مستوى منذ يناير الماضي.

الصين، التي تنتج نحو 90% من مغناطيسات المعادن النادرة عالمياً، كانت قد فرضت قيوداً صارمة على التصدير في أبريل، ما أثار قلقاً واسعاً لدى كبار المصنعين من الهند إلى أوروبا وأميركا، خاصة أن هذه المغناطيسات تُعد مكوناً حيوياً في الصناعات التكنولوجية والدفاعية.

لكن يبدو أن الضغط الأميركي أتى ثماره، إذ كشف الممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، أن الصين "قطعت نصف الطريق تقريباً" نحو إعادة الإمدادات إلى مستويات ما قبل الأزمة.

اللافت أن تأثير هذه الأزمة لم يقتصر على واشنطن، بل امتد ليشعل التوترات بين بكين والاتحاد الأوروبي، وسط سباق عالمي لتأمين سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على التنين الصيني.

ومن المنتظر أن تكشف الصين يوم الأربعاء عن تفاصيل أكثر حول وجهات الشحن، وسط ترقب دولي لما إذا كانت هذه العودة مجرد هدنة مؤقتة... أم بداية لانفراجة دائمة في سوق المعادن النادرة.

الأسهم الصينية تحلق عند أعلى مستوياتها.. تفاصيل

قفزت أسهم الصين إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2015 يوم الاثنين، مواصلةً موجة صعود استمرت لأشهر، مدفوعةً جزئياً بانحسار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، ورافعة القيمة السوقية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وساهمت الهدنة التجارية بين الصين والولايات المتحدة، التي مُددت 90 يوماً الأسبوع الماضي، في دعم المعنويات، بينما أشار الوسطاء أيضاً إلى ارتفاع أسعار الأسهم مدفوعاً بالسيولة نتيجةً لتناوب الاستثمارات من السندات إلى الأسهم.

وارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 1.2 في المائة ليصل إلى 3.740.50 نقطة مع استراحة منتصف النهار، مسجلاً أعلى مستوى خلال اليوم منذ 18 أغسطس (آب) 2015. وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم الصينية بنسبة 1.5 في المائة، متجهاً نحو تحقيق أكبر مكسب له في أكثر من أربعة أشهر، وكان قد وصل سابقاً إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

وقد ارتفع مؤشر شنغهاي القياسي الآن بنحو 23 في المائة منذ أدنى مستوى له في أوائل أبريل (نيسان)، مدعوماً أيضاً بالحماس تجاه أسهم التكنولوجيا والتفاؤل العالمي إزاء التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتجاوزت القيمة السوقية الإجمالية لأكثر من 5400 شركة مدرجة في الصين 100 تريليون يوان لأول مرة، مما يعكس ارتفاع الأسعار وزيادة في عدد الشركات المدرجة.

وصرحت ويني وو، كبيرة محللي الأسهم الصينية في «بنك أوف أميركا»، بأن التفاؤل بشأن الأوضاع الجيوسياسية وتوجهات بكين السياسية ساعد في خفض علاوة مخاطر الأسهم، والحفاظ على معنويات المستثمرين على الرغم من ضعف الأساسيات. وكتبت وو في مذكرة للعملاء: «هناك آمال متجددة بشأن تدفقات التجزئة المحلية».

ويتوقع محللون في بنك «يو بي إس» استمرار ارتفاع السوق الصاعدة، المدفوع بالسيولة، حتى سبتمبر (أيلول) على الأقل، قائلين: «يرى معظم المستثمرين أن مخاطر الهبوط في سوق الأسهم محدودة في الوقت الحالي».