أعلنت رئاسة الجمهورية في مصر عن موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025، على أن تكون عطلة رسمية مدفوعة الأجر، للعاملين في القطاعين العام والخاص بجميع أنحاء الجمهورية.
كشفت أجندة العطلات الرسمية المنشورة على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية أن يوم الخميس 4 سبتمبر/ أيلول 2025، الموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ، قد تقرر منحه إجازة رسمية مدفوعة الأجر بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك لكافة العاملين بالدولة في القطاعين العام والخاص، في مختلف محافظات الجمهورية.
تتزامن المناسبة هذا العام مع طقوس دينية واجتماعية تتكرر سنوياً، حيث تعمّ أجواء روحانية يختلط فيها الاحتفاء الشعبي بالفعاليات الدينية في المساجد والساحات العامة، ومن أبرزها حلقات الذكر والإنشاد، والابتهالات والمدائح النبوية، إلى جانب عروض مختصرة للسيرة النبوية الشريفة، التي يحرص عليها المواطنون احتفاءً بالمناسبة.
في سياق متصل، أكدت دار الإفتاء المصرية على أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مشروع شرعاً، ويمثل مظهراً من مظاهر السرور بمولد رسول الله ﷺ، مشيرة إلى أن هذا الاحتفال يعد تعبيراً عن المحبة والفرح برسول الإنسانية، وممارسة محمودة تتوافق مع مقاصد الشريعة، إذا ما التزمت بأطر الذكر والتسبيح والإنشاد الديني، والصيام، والقيام، والعمل على نشر الأخلاق النبوية في المجتمع.
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن إحياء ذكرى مولد النبي محمد ﷺ لا ينبغي أن يكون مقتصراً على مظاهر احتفالية، بل ينبغي أن يتعدى ذلك ليكون مناسبة سنوية للتذكير بالقيم التي دعا إليها الرسول الكريم، من عدل ورحمة وأمانة وصدق، داعية إلى استحضار هذه المعاني في الحياة العامة.
وأكدت دار الإفتاء أن إظهار الفرح بمولد خاتم الأنبياء وسيد الخلق، محمد بن عبد الله ﷺ، يُعد من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه يتضمن التعبير عن المحبة التي تُعدّ من أصول الإيمان، استناداً إلى قول النبي ﷺ: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ»، كما ورد في صحيح البخاري.
نقلت الدار عن الإمام ابن رجب أن محبة النبي ﷺ تُعدّ قرينة لمحبة الله تعالى، بل إن الله عز وجل قرن بين محبته ومحبة نبيه في مواضع عدة من كتابه الكريم، وذمّ من فضّل أي محبوب دنيوي على محبتهما، مستشهدة بقوله تعالى في سورة التوبة: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ (الآية 24)، إذ تحذّر الآية الكريمة من تقديم محبة الأهل والأموال على محبة الله ورسوله.
كما استشهدت الدار بالحديث الوارد في البخاري، حين قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي ﷺ: "لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي"، فرد عليه النبي: «لا والذي نَفسِي بيدِه؛ حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليكَ مِن نَفسِكَ»، فراجعه عمر قائلاً: "فإنه الآن واللهِ لأَنتَ أَحَبُّ إليَّ مِن نَفسِي"، فقال له النبي ﷺ: «الآن يا عُمَر».
اختتمت دار الإفتاء بأن الاحتفاء بمولد النبي الكريم ﷺ إنما هو احتفاء به ذاته، وهو أمر مقرّر في الشرع، ثابت في كتب العلماء، ومنطلق من فهم دقيق لمكانة الرسول في الإسلام، ولعناية الله تعالى برسالته، مشيرة إلى أن الفرح بميلاده ﷺ هو فرح بنور الله ورسالته ونعمته التي امتد أثرها إلى العالمين.