وسط حالة الطوارئ والدمار الواسع، وجّه رئيس صربيا، «ألكسندر فوتشيتش»، تحذيرًا صارمًا لكل من يُثبّت تورطه في الحرائق الأخيرة، مُؤكدًا أن العدالة ستأخذ مجراها بلا تهاون أو تساهل.
وتوعد الرئيس الصربي بمحاسبة الأشخاص المتورطين في إلحاق الأضرار أثناء موجة الاحتجاجات التي تشهدها صربيا في الفترة الأخيرة.
وقال فوتشيتش في بيان له، مساء السبت: "إلى جانب كل الأمور السيئة التي تحدث لبلادنا ولنا، هناك أمر جيد واحد وهو أن الأقنعة سقطت والناس يرون كل شيء، وإن عصبية (المشاغبين) وهستيريتهم تتصاعدان والعنف بات مكشوفا أكثر لأنه ليس لديهم ما يعرضون غير ذلك".
وتابع: "وقت المحاسبة يأتي، وستتم مساءلة جميع من أحرفوا ودمروا، وهم سيعاقبون على جرائمهم".
ويأتي ذلك على خلفية ليلة جديدة من الاحتجاجات في مختلف المدن الصربية، التي تحولت إلى أعمال شغب واشتباكات مع الشرطة في الكثير من الأماكن.
واستخدمت الشرطة في العاصمة الصربية بلغراد الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وفي مدينة فاليفو على بعد 100 كلم عن العاصمة هاجم المحتجون مكاتب الحزب التقدمي الصربي الحاكم ومقرات مجلس البلدية والمحكمة والنيابة العامة.
كما جرت مظاهرات الاحتجاج في كل من نوفي ساد وليسكوفاتس وفراني وغيرها من المدن.
وأعلن وزير الداخلية الصربي إيفيتسا داتشيتش عن توقيف 18 شخصا من المشاركين في أعمال الشغب في مدينة فاليفو والمدن الأخرى.
وتستمر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا منذ نوفمبر 2024، حين وقع حادث مأسوي في محطة قطارات مدينة نوفي ساد، حيث لقي 16 شخصا مصرعهم جراء انهيار جزء من الهيكل الخرساني للمحطة.
وفي وقت سابق، عاد آلاف المحتجين المناهضين للحكومة الصربية إلى الشوارع، مساء يوم الخميس، بعد يومين من الاشتباكات مع مؤيدي الرئيس الشعبوي ألكسندر فوتشيتش وشرطة مكافحة الشغب التي خلفت عشرات المصابين أو المحتجزين. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في مدينتين على الأقل ووردت أنباء عن وقوع العديد من الحوادث الأخرى بمختلف أنحاء البلاد.