في تطور سياسي ودبلوماسي متسارع حول الحرب الروسية الأوكرانية، شهدت الساعات الأخيرة تفاعلات واسعة من قادة أوروبا والولايات المتحدة عقب قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي لم تُسفر عن اتفاق مباشر لوقف إطلاق النار لكنها وُصفت بأنها بداية لمسار تفاوضي جديد.
أكدت فنلندا أن الضمانات الأمنية القوية والموثوقة تمثل عنصرًا أساسيًا لتحقيق سلام مستدام في أوكرانيا، فيما شدّد قادة أوروبيون في بيان مشترك على ضرورة استمرار الدعم العسكري والسياسي لكييف، والتزامهم بتشديد العقوبات الاقتصادية ضد موسكو حتى يتحقق السلام.
وأوضح البيان أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تضمن سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، مع رفض مطلق لتغيير الحدود الدولية بالقوة أو فرض قيود على الجيش الأوكراني. كما رحب القادة بتصريحات ترامب بشأن استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية، وأكدوا أنهم منفتحون على عقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وزيلينسكي بدعم أوروبي.
لندن وباريس وبرلين: لا تنازل أمام موسكو
قال رئيس الوزراء البريطاني إن جهود ترامب قرّبت المجتمع الدولي أكثر من أي وقت لإنهاء الحرب، لكنه شدّد على أن الخطوة التالية تتمثل في محادثات جديدة يشارك فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومن جانبه، أكد الرئيس الفرنسي أن استمرار الضغط على موسكو ودعم كييف شرط أساسي للتوصل إلى أي اتفاق. أما المستشار الألماني فأوضح أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على التضامن الأوروبي الكامل، مشيرًا إلى أن الهدف يتمثل في تحقيق سلام يحمي المصالح الحيوية لأوكرانيا وأوروبا.
السويد وبولندا: مرحلة حاسمة
حذّر رئيس الوزراء السويدي من أن أي سلام بشروط روسيا سيمنحها فرصة لتهديد مزيد من الدول الأوروبية، مؤكدًا ضرورة استمرار الضغط والعقوبات. بينما وصف رئيس الوزراء البولندي الحرب بأنها "معركة حاسمة لمستقبل أوكرانيا وأمن أوروبا بأسرها"، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة الموقف الغربي.
قمة ألاسكا: بداية لاختبار النوايا
القمة التي انعقدت في أنشوراج بولاية ألاسكا جمعت ترامب وبوتين على قاعدة عسكرية أمريكية في أول لقاء مباشر بينهما منذ تولي ترامب السلطة، وركزت على مستقبل الحرب في أوكرانيا.
ورغم التوقعات، لم تحقق القمة اتفاقًا على وقف إطلاق النار، لكنها أظهرت استعدادًا أمريكيًا لبحث مقترحات أمنية تضمن مصالح أوكرانيا، بينما شدّد بوتين على ضرورة مراعاة المصالح الروسية. مراقبون وصفوا اللقاء بأنه "نقطة انطلاق دبلوماسية"، فيما رآه آخرون فرصة لبوتين لتحقيق مكاسب إعلامية دون تقديم تنازلات فعلية.
زيارة زيلينسكي إلى واشنطن
وبعد ساعات من انتهاء القمة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيزور واشنطن يوم الإثنين المقبل للقاء ترامب، بهدف مناقشة سبل "إنهاء القتل والحرب" بحسب وصفه. وأكدت مصادر أوروبية أن المحادثات المقبلة قد تفتح الباب أمام قمة ثلاثية محتملة تجمع زيلينسكي وترامب وبوتين، إذا ما توافرت ضمانات واضحة لأوكرانيا.
ملامح المرحلة المقبلة
تؤكد التطورات الأخيرة أن الحرب في أوكرانيا دخلت منعطفًا حاسمًا؛ إذ باتت الضمانات الأمنية محورًا رئيسيًا في أي تسوية مستقبلية، فيما تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث سيحاول زيلينسكي انتزاع التزام أمريكي واضح يحسم مستقبل المعركة الدبلوماسية مع موسكو.