أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات صحفية على هامش لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية ألاسكا، أن المحادثات بينهما جرت في أجواء "بناءة وإيجابية"، مشيدًا بالدعوة التي تلقاها من ترامب لزيارة الولاية، وواصفًا المكان بأنه "منطقي لعقد الاجتماع" بالنظر إلى رمزيته التاريخية والجغرافية.
وقال بوتين إن "روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما، ولا يفصل بين روسيا وألاسكا سوى مضيق بيرينغ"، مضيفًا أن "جزءًا كبيرًا من التاريخ المشترك بين البلدين مرتبط بألاسكا التي ما زالت تحتفظ بكمية كبيرة من التراث الثقافي لأمريكا الروسية".
وأعرب عن امتنان بلاده للسلطات الأمريكية "لموقفها اللائق تجاه ذكرى الطيارين السوفييت المدفونين في ألاسكا"، مشيرًا إلى أن روسيا "ستتذكر دائما الأمثلة التاريخية لكيفية تدمير الأعداء المشتركين وتقديم الدعم المتبادل بين موسكو وواشنطن".
وشدد بوتين على أن العلاقات بين البلدين "انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، في فترة لم تكن هناك اتصالات مباشرة بين الزعيمين"، موضحًا أن "المحادثات الهاتفية مع ترامب كانت دائمًا صريحة، لكن كان لا بد من الانتقال إلى الحوار المباشر لتجنب المواجهة".
وأضاف: "لم تُعقد اجتماعات على مستوى القمة منذ أكثر من أربع سنوات، وهي فترة طويلة، وكنا في أمسّ الحاجة إلى لقاء شخصي بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة".
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، قال بوتين إن روسيا "ترى رغبة لدى إدارة ترامب في المساعدة بحل الأزمة"، مؤكدًا أن بلاده "مهتمة بصدق بإنهاء النزاع، وأن تكون التسوية طويلة الأمد"، واصفًا الوضع الحالي في أوكرانيا بأنه "مأساة وألم كبير لروسيا" وأعرب عن أمله في "ألا تعيق كييف التقدم المحرز في التسوية".
كما شدد على أن "الهدف من المحادثات مع الجانب الأمريكي كان التوصل إلى نتائج"، مؤكدًا أن روسيا والولايات المتحدة "لديهما العديد من المجالات المثيرة للاهتمام للعمل المشترك، ومن المهم العودة إلى التعاون".
وأردف: "نتوقع أن تطلق محادثات اليوم مع الرئيس ترامب علاقات تجارية وعملية بين البلدين، ونأمل أن نتمكن من الانتقال من الأمس إلى الغد في العلاقات الثنائية".