دعا الاتحاد الأوروبي، جميع أطراف النزاع في السودان إلى السماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية الدولية، في ظل ما وصفه بأسوأ تفشٍّ لوباء الكوليرا في البلاد منذ سنوات، واستمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاءت الدعوة في بيان مشترك، الخميس، وقّعته إلى جانب الاتحاد الأوروبي كل من اليابان وكندا والمملكة المتحدة، حيث شدّد على ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين دون عوائق، خصوصاً في المناطق المتأثرة بالنزوح وانهيار البنية التحتية الصحية.
وأشار البيان إلى أن استمرار الحرب يعمّق الأزمة الإنسانية والصحية، ويهدّد حياة الملايين، في وقت تواجه فيه المنظمات الدولية تحديات هائلة للوصول إلى المتضررين بسبب القيود المفروضة على حركة المساعدات.
منذ أغسطس 2024، تصاعد انتشار وباء الكوليرا في السودان إلى مستويات غير مسبوقة، محققًا الأسوأ خلال سنوات. سجلت المنظمات الإنسانية أكثر من 99,700 حالة مشتبه بها و2,470 حالة وفاة في عموم البلاد حتى منتصف أغسطس 2025، بحسب تقرير صادر عن “أطباء بلا حدود”
. ويأتي هذا التفشّي نتيجة لتدهور البنية التحتية الصحية، شح المياه النظيفة، وتكتّم ظروف النزوح التي أثّرتها الحرب الدائرة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل 2023
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، واجهت وكالات الإغاثة والمنظمات الإنسانية قيودًا متكرّرة على حركة فرقها وشحناتها، بما في ذلك رفض التصاريح أو تأخيرها، وإغلاق المعابر، وتعليق عمل بعض المنظمات في مناطق سيطرة طرفي النزاع.
وحذّرت الأمم المتحدة مرارًا من أن هذه القيود، إلى جانب تدهور الأمن، تعرقل بشدة إيصال الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب لملايين المدنيين، ما فاقم أزمات النزوح وتفشي الأوبئة في البلاد.
أشاد القائد مصطفى تمبور، نائب حاكم إقليم دارفور، والي ولاية وسط دارفور، بالقوات المسلحة السودانية التي تصدت للمهددات والمؤامرات التي استهدفت أرض السودان وشعبه، وفي مقدمتها تمرد مليشيا الدعم السريع.
وأكد تمبور في تصريحات له أن القوات المسلحة، منذ تأسيسها قبل مائة عام، وعلى مدى 71 عاماً من سودنتها، ظلت حامية للوطن، تتصدى لكل المخططات المعادية، وكان آخرها تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة، مشيداً بالصمود الكبير الذي أبدته القوات المسلحة في معارك دحر المليشيا بمختلف الجبهات.
وخصّ بالتحية الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، التي صمدت أمام أكثر من 270 هجوماً شنته المليشيا، مؤكداً أن السودان عصي على الأعداء، وأن النصر قريب وتحرير كل شبر من أرض الوطن بات وشيكاً.
كما حيا الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، وأعضاء مجلس السيادة، وكل القوات المسلحة والقوات المساندة المرابطة دفاعاً عن الوطن والشعب السوداني.