في خطوة تعكس مستوى التنسيق الأمني بين الولايات «المتحدة والمكسيك»، سلّمت الأخيرة (26) مُتهمًا مطلوبين في قضايا جنائية تتعلق بأنشطة منظمات إجرامية، ضمن جهود مشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الأمن وحماية المواطنين المكسيكي عمر غارسيا حرفوش، تسليم 26 شخصا مرتبطين بمنظمات إجرامية ويمثلون تهديدا للأمن القومي المكسيكي إلى السلطات الأمريكية.
وكتب الوزير في حسابه على منصة "إكس": "قامت سلطات الأمن المكسيكية اليوم وبالتنسيق الثنائي مع الاحترام الكامل لسيادتنا بتسليم 26 شخصا مرتبطين بمنظمات إجرامية تشكل تهديدا لأمن المكسيك إلى الولايات المتحدة".
وأوضح حرفوش أن عملية التسليم تمت "بالتزام صارم بقانون الأمن القومي وبناء على طلب من وزارة العدل الأمريكية"، التي تعهدت بعدم "السعي لتنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأشخاص المعنيين".
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، كان أبغاييل غونزاليس فالنسيا الملقب بـ"الكيني" زعيم عصابة تحمل نفس الاسم وتحالف مع كارتيل "خاليسكو" (CJNG) في تهريب الكوكايين والميثامفيتامين إلى الولايات المتحدة وأوروبا، أبرز المطلوبين بين الـ26 مطلوبا.
ويُوصف غونزاليس فالنسيا في الإعلام بأنه صهر زعيم كارتيل "خاليسكو"، نيميسيو روبين "إل مينتشو" أوسيغيرا سيرفانتس، الذي يعد أحد أهم المطلوبين للحكومة الأمريكية.
وفي يونيو الماضي، حكمت محكمة اتحادية في واشنطن على أحد إخوة أبغاييل غونزاليس، وهو خوسيه غونزاليس فالنسيا، بالسجن 30 عاما في الولايات المتحدة بعد اعترافه بالذنب في تهمة المتاجرة الدولية بالكوكايين.
يُذكر أن الدفعة الأولى من تجار المخدرات المكسيكيين وعددهم 29 شخصا قد سلمت إلى الولايات المتحدة في 27 فبراير 2025، وكان من بينهم رافائيل كارو كوينتيرو مؤسس كارتيل "غوادالاخارا" والمتهم بقتل عميل إدارة مكافحة المخدرات إنريكي كامارينا. وكانت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم قد أكدت آنذاك أن تسليم تجار المخدرات تم وفق القانون.
على جانب آخر، تُسلّط حادثة العثور على (32) جثة مقطوعة في «المكسيك» الضوء مُجددًا على تفاقم العنف المُرتبط بالجريمة المنظمة، وسط عجز حكومي واضح عن كبح الانفلات الأمني في بعض الولايات.
وفي هذا الصدد، أكدت النيابة العامة في المكسيك العثور على 32 جثة مقطوعة أثناء عمليات البحث التي جرت خلال الفترة بين 30 يوليو و2 أغسطس.
وأشارت النيابة العامة في ولاية غواناخواتو بوسط البلاد إلى أن الجثث تم العثور عليها في قبر جماعي بمدينة لاكاليرا في الولاية.
وأضافت أنه تم التعرف على هويات 15 شخصا من أصل الـ 32.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن الجثث كانت مقطوعة، ولذلك تطلب فحصها استخدام أساليب خاصة للتعرف على هويات أصحابها.
ولم تكشف النيابة العامة المزيد من المعلومات عن الأشخاص الذين تم العثور على جثثهم أو سبب وفاتهم.
تُجدر الإِشارة إلى أن المكسيك تشهد منذ سنوات أعمال عنف واسعة في مختلف المناطق في البلاد، متعلقة بأنشطة العصابات المسلحة وتجار المخدرات.
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، شهدت «المكسيك»، كارثة جديدة بعد اندلاع حريق في منشأة لعلاج مُدمني المخدرات، أودى بحياة (12) شخصًا، ما يُسلط الضوء على التحديات الأمنية والصحية في مثل هذه المراكز.