العلاقة بين «كيم وبوتين» تجاوزت حدود المجاملات الدبلوماسية إلى شراكة استراتيجية تُبنى على مصالح مشتركة وعزلة دولية مُتزايدة من الغرب. اتصال الزعيمين الأخير يعكس عُمق هذا التقارب وخطط التعاون المستقبلي.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال مكالمة هاتفية دعمه لإجراءات السلطات الروسية في سياق العملية العسكرية الخاصة، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن تقديره العالي للمساعدة التي قدمتها كوريا الشمالية وبطولات جنود الجيش الشعبي الكوري خلال تحرير أراضي منطقة كورسك.
وقالت الوكالة: "أعرب الرفيق كيم جونغ أون عن امتنانه الصادق للتقدير الرفيع الذي أبداه بوتين تجاه المحاربين الكوريين، وأكد مرة أخرى أن كوريا الشمالية ستظل دوما مخلصة لروح المعاهدة بين كوريا الشمالية وروسيا، كما ستواصل دعمها الكامل لكافة إجراءات القيادة الروسية".
ولفتت الوكالة إلى أن المحادثة جرت في أجواء ودية، حيث هنأ بوتين نظيره الكوري بالذكرى القادمة لتحرير شبه الجزيرة الكورية من السيطرة الاستعمارية اليابانية.
ونقلت الوكالة عن كيم جونغ أون قوله: "توجه الرفيق كيم جونغ أون بأحر الشكر للرفيق المحترم جدا فلاديمير بوتين على تهنئته الدافئة الموجهة لكافة الشعب الكوري"، مؤكدا أنه في 15 أغسطس "يتذكر الشعب الكوري البطولات الباسلة التي قدمها جنود وضباط الجيش الأحمر كمثال حقيقي للأممية الصادقة".
وأعرب بوتين وكيم جونغ أون عن "ارتياحهما لتعميق وتطوير علاقات التعاون في جميع المجالات وفقا لمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وأضافت الوكالة أن "قادة البلدين أكدا عزمهما على مواصلة تعزيز التعاون"، كما "تبادلا الرأي حول قضايا تهم الجانبين" و"اتفقا على مواصلة الاتصالات الوثيقة".
وكانت دائرة الصحافة في الكرملين قد أعلنت في 12 أغسطس، أن بوتين وكيم جونغ أون أعربا خلال المكالمة الهاتفية عن التزامهما بمزيد من تطوير الصداقة وحسن الجوار والتعاون في جميع المجالات، تماشيا مع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية التي وقعت في 19 يونيو 2024.
وفي وقت سابق، أعرب الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج أون»، عن قناعته بأن روسيا ستنتصر في ما وصفه بـ «الحرب المُقدسة من أجل السلام»، حسبما أفادت وكالة «تاس» الروسية، الجمعة.
وقال كيم في رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة الذكرى الـ 79 لتحرير كوريا التي تحتفل بها كوريا الشمالية، إن «الشعب الروسي الصامد تحت القيادة النشطة للرفيق بوتين سيدافع بحزم عن الحقوق السيادية ومصالح الدولة، ولا بد أن يحقق انتصارا في الحرب المقدسة من أجل السلام في المنطقة والعدالة الدولية».
وشدد كيم على أن «الأخوة بين جيشي وشعبي البلدين... تعتبر اليوم القوة التي تسمح بتطوير علاقات الصداقة والتعاون الكورية - الروسية التقليدية كشراكة استراتيجية شاملة، وكذلك تحفيز بناء دولتين قويتين وقيام عالم جديد متعدد الأقطاب».
يُذكر أن روسيا وكوريا الشمالية وقعتا اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبيونغ يانغ في يونيو الماضي. وأعربت كوريا الشمالية أكثر من مرة عن دعمها للموقف الروسي تجاه النزاع مع أوكرانيا وسبل تسويته.
وفي وقت سابق، بعث زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون»، رسالة تعزية إلى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي على مركز «كروكوس» بضواحي موسكو، مُؤكدًا تضامنه مع الشعب الروسي، حسبما أفادت وسائل إعلام كورية، في أنباء عاجلة، الأحد.