حوض النيل

الكوليرا تجتاح السودان والصحة ‏العالمية تحذر

الإثنين 11 أغسطس 2025 - 12:08 م
نرمين عزت
الأمصار

تشهد ولايات إقليم دارفور غربي السودان أزمة صحية حادة، مع تفشي ‏وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في مناطق النزوح، وخاصة في جبل مرة ‏ومخيمات النازحين مثل طويلة ونيالا.‏

تسجيل 5,060 حالة ‏إصابة مؤكدة بالوباء

وأعلنت المنسقية العامة للنازحين في دارفور عن تسجيل 5,060 حالة ‏إصابة مؤكدة بالوباء، إلى جانب 225 حالة وفاة حتى الآن، وسط توسع ‏رقعة التفشي إلى مناطق جديدة، وفق تصريحات المتحدث باسم المنسقية ‏آدم رجال.‏

في هذا السياق، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل ما يقرب من ‏‏100 ألف حالة اشتباه بمرض الكوليرا في السودان منذ تموز/يوليو ‏‏2023، محذرة من تفاقم الأزمة في ظل استمرار الأزمة الإنسانية ‏الناتجة عن الصراع المسلح والانهيار شبه الكامل للنظام الصحي وانتشار ‏سوء التغذية.‏

وأشار المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم، خلال مؤتمر صحافي في ‏جنيف، إلى أن العنف المستمر تسبب في مجاعة ومعاناة واسعة في ‏السودان، وأن جميع الولايات أبلغت عن تفشي الوباء.‏

وأوضح أدهانوم أن هناك حملات تطعيم جارية في عدة ولايات لمكافحة ‏الكوليرا، لكنه نبه إلى أن الفيضانات الأخيرة قد تزيد من مخاطر تفاقم ‏سوء التغذية وانتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك.‏

وذكر أن تقارير من مدينة الفاشر تفيد بأن السكان يلجؤون إلى أكل علف ‏الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، مع معاناة ملايين السودانيين من الجوع، ‏محذراً من أن نحو 770 ألف طفل دون الخامسة قد يعانون من سوء ‏تغذية حاد هذا العام.‏

من جانبها، أكدت شبكة "أطباء السودان" تجاوز عدد الإصابات حاجز ‏‏6,000 حالة في دارفور، مع تسجيل 103 وفيات في منطقة طويلة ‏شمال دارفور حتى مطلع آب/أغسطس 2025.‏

واعتبرت الشبكة أن تفشي الوباء بهذه الكارثية يعكس الانهيار الممنهج ‏للنظام الصحي في الإقليم، نتيجة حصار قوات الدعم السريع التي عطلت ‏سلاسل الإمداد وتوقفت برامج الرعاية الأساسية، كما أدى الحصار إلى ‏نقص الدواء وتشريد ونزوح مئات الأطباء والكوادر الطبية.‏

وحمّلت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن انتشار ‏الكوليرا، مؤكدة حرمان المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية من ‏التدخل العاجل لوقف تمدد الوباء، وطلبت من المجتمع الدولي ‏والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية اتخاذ مواقف حازمة ضد قيادات ‏الدعم السريع لضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود ‏وحماية المدنيين من سياسات التجويع والترويع.‏

وفي ولاية شمال كردفان، تواجه عشرات الآلاف من السودانيين أوضاعاً ‏إنسانية صعبة، دفعتهم للنزوح إلى مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، بسبب ‏الحرب وانتشار الكوليرا.‏

وأكدت حكومة الولاية استقبال أعداد كبيرة من النازحين من مناطق ‏شمال بارا والخوي وجنوب الأبيض، وسط تسجيل وفيات وإصابات ‏متزايدة بمرض الكوليرا. ‏

وصرّح مفوض العون الإنساني محمد إسماعيل أن أكثر من 600 أسرة، ‏بما يقدّر بنحو 30 ألف شخص، نزحوا من مناطق النزاع، مشيراً إلى أن ‏القرى المستهدفة لا تشهد أنشطة عسكرية حاليا، لكنه وصف حالة النزوح ‏بأنها كبيرة، مع وصول سكان قرى مثل أم زين مشيا على الأقدام أو على ‏الدواب.‏

يأتي هذا التفشي الكارثي في ظل استمرار الحرب الأهلية التي اندلعت ‏في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات ‏الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي أثّرت بشكل كبير ‏على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين، مع تفاقم أزمة ‏النزوح داخلياً وخارجياً.‏