بينما تتجه الأنظار إلى ولاية ألاسكا، حيث يلتقي الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في قمة وُصفت بأنها الأخطر منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، تتصاعد الأحاديث في الكواليس عن سيناريوهات غير مسبوقة، أبرزها احتمال تقديم كييف تنازلات إقليمية لوقف النزيف العسكري.
وفي ظل تحذيرات أوروبية ودعوات للدبلوماسية المشروطة، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه أمام معادلة صعبة: سلامٌ ناقص أم حربٌ بلا أفق.
وفي تصريح لافت، قال عمدة كييف فيتالي كليتشكو، في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، إن زيلينسكي "سيضطر إلى اتخاذ قرار صعب" بشأن قضية التنازلات الإقليمية، في إشارة إلى احتمال القبول بتسوية على حساب حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا.
بالتوازي، أصدر قادة أوروبيون بارزون بيانًا مشتركًا دعوا فيه إلى اتباع نهج يجمع بين "الدبلوماسية الفاعلة ودعم أوكرانيا ومواصلة الضغط على روسيا"، مؤكدين أن أي عملية تفاوضية يجب أن تنطلق من "خط التماس الحالي" مع اعتبار ذلك نقطة بداية وليس نهاية للمحادثات.
وجاء البيان موقعًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، وعدد من القادة الأوروبيين الآخرين.
وأكد القادة الأوروبيون أن "الحدود الدولية لا ينبغي أن تتغير بالقوة"، وأن "الطريق إلى السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يُقرر دون مشاركة أوكرانيا"، مرحبين في الوقت نفسه بجهود ترامب لوقف الحرب.
من جانبه، أعلن زيلينسكي تأييده الكامل للبيان الأوروبي، مؤكدًا أن "نهاية الحرب يجب أن تكون عادلة"، ومحذرًا من أن أي اتفاق يفرض على أوكرانيا التخلي عن مساحات واسعة من أراضيها "سيشجع العدوان الروسي".
في واشنطن، صرح مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية تضم بوتين وزيلينسكي، إلا أن الترتيبات الحالية تشير إلى اجتماع ثنائي أمريكي – روسي بناءً على طلب الكرملين.
القمة المقبلة، التي تُعقد في أجواء معقدة، قد تمثل محطة مفصلية في مسار الحرب، بين ضغوط دولية لإيجاد تسوية سلمية، وتحذيرات من أن أي تنازل إقليمي قد يترك تداعيات جيوسياسية خطيرة على الأمن الأوروبي والدولي.
وأعلن ترامب، عبر منصته "تروث سوشال" أن اجتماعه مع بوتين سيعقد في ولاية ألاسكا يوم الجمعة المقبل 15 أغسطس، وهو ما أكده الكرملين لاحقاً، وجاء الإعلان بعد أيام من التلميحات من الجانبين حول انعقاد القمة الأسبوع المقبل.