في خضم الحرب المشتعلة في قطاع غزة منذ أشهر، والتي أودت بحياة الآلاف من المدنيين، برزت قضية جديدة تكشف جانبًا خفيًا من الصراع والحرب بالقطاع.
فقد أفادت صحيفة ذا تايمز البريطانية بوجود تعاون استخباراتي ثلاثي غير مسبوق بين بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، هدفه اختراق أجواء غزة عبر طائرات أمريكية وبتمويل إنجليزي، في عملية تجسس معقدة قُدمت رسميًا على أنها محاولة للكشف عن مصير المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
تفاصيل العملية السرية
الصحيفة أوضحت أن العملية تضمنت تزويد إسرائيل بالبيانات والمعلومات الميدانية التي حصلت عليها الطائرات أثناء تحليقها، وهو ما وضع الحكومة البريطانية في موقف حرج، خاصة وأن لندن سبق أن أدانت الانتهاكات الإسرائيلية وأعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
اللافت أن الكشف عن التعاون جاء نتيجة خطأ تقني في جهاز تتبع، ما أدى إلى فضح العملية بالكامل.
ردود الفعل داخل بريطانيا
القادة العسكريون في وزارة الدفاع البريطانية أعربوا عن صدمتهم من حجم التورط، وطالبوا الحكومة بتبرير هذه الخطوة، خصوصًا أن إسرائيل – وفق الصحيفة – استفادت من هذه العمليات لتوسيع بنك أهدافها العسكرية في غزة. ورغم النفي الأولي، اعترفت الحكومة لاحقًا بتقديم دعم مالي وإمداد تل أبيب بالبيانات، لكنها نفت المشاركة الميدانية المباشرة.
أبعاد أوسع في ظل الحرب
يأتي هذا الكشف في سياق حرب مدمرة، تشهد فيها غزة دمارًا واسع النطاق ونقصًا حادًا في الغذاء والدواء والماء، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة. ويطرح هذا التعاون الاستخباراتي تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للتحالف الثلاثي، ومدى ارتباطه بخطط أوسع للقطاع في مرحلة ما بعد الحرب، في ظل رفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية وتوسيعها الاستيطان في الضفة الغربية.
هذا الملف يضيف بُعدًا جديدًا للحرب، حيث تتجاوز المعركة حدود الميدان إلى عالم الاستخبارات والتجسس، ما يعكس أن الصراع في غزة ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل جزء من صراع أوسع على النفوذ والمستقبل السياسي للمنطقة.
وفي وقت سابق، أفادت منصة أمنية فلسطينية في غزة، الخميس، بضبط أجهزة تجسس إسرائيلية في قطاع غزة، "في إطار محاولاته الحصول على معلومات عن الأسرى الإسرائيليين".
وأفادت المنصة، في بيان أورده المركز الفلسطيني للإعلام، بـ"ضبط أجهزة تجسس، مموهة بأشكال مختلفة، في مناطق متفرقة، كانت قد شهدت عمليات نشطة للمقاومة، خاصة خلال عمليات تسليم الدفعات السبعة من أسرى الاحتلال الإسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار".
ونقلت المنصة عن مسؤول أمني قوله: "وفق التحليل الفني والعملياتي، قدر الفنيون، أن أجهزة التجسس المضبوطة، تم زرعها من خلال حوامات صغيرة، على غرار حوامة الكواد كابتر، حيث يستغل العدو أوقات الإفطار والسحور وساعات الليل المتأخرة، من أجل تشغيل وتوجيه هذه الحوامات".
ودعت المنصة "الفلسطينيين في قطاع غزة إلى اليقظة والحذر، واتباع الإجراءات الأمنية اللازمة مثل تمشيط أسطح المنازل والمباني والخيام بشكل دوري، وعدم الحديث في أمور عسكرية وأمنية داخل الأماكن غير الآمنة، والابتعاد عن أي أجسام مشبوهة، وعدم الحديث بجوارها، وإبلاغ الأمن عنها فورا".
كما أوردت المنصة أن "طائرة كواد كابتر حلقت فوق مئذنة مسجد القسام في مخيم النصيرات بالتزامن مع صلاة العشاء، بهدف جمع المعلومات".