تُواجه «رومانيا» تحديًا جديدًا في قطاع الطاقة بعد تلوث شحنة نفط واردة من «أذربيجان»، ما دفعها إلى اللجوء إلى «مخزونات الطوارئ» للحفاظ على استقرار الإمدادات النفطية.
وفي هذا الصدد، رفضت شركة «OMV Petrom» الرومانية، استلام 92 ألف طن من النفط الأذربيجاني الذي تم شحنه إلى رومانيا بسبب تلوثه بمركبات الكلور العضوية أثناء التحميل في ميناء جيهان التركي.
وبحسب وزارة الطاقة الرومانية، قررت الشركة رفض استلام دفعة أخرى من النفط بنفس الكمية (92 ألف طن)، وبذلك فقدت مصفاة Petrobrazi في مدينة بلويشتي 184 ألف طن من النفط.
ونتيجة لذلك، أعلنت السلطات الرومانية حالة الطوارئ لتمكين وزارة الطاقة من تزويد المصفاة بالمواد الخام من الاحتياطي الوطني وضمان استمرارية عملها.
وكتب وزير الطاقة بوغدان إيفان على "فيسبوك": "إمدادات السوق الرومانية بالوقود مستقرة ومستمرة. واجهت OMV Petrom صعوبات في استيراد النفط الأسبوع الماضي بسبب التلوث في الشحنة. لتجنب أي وضع قد يشكل مشكلة لمصفاة Petrobrazi، قررنا سحب 80 ألف طن من النفط الخام و30 ألف طن من الديزل من الاحتياطي الوطني".
وأكد وزير الطاقة أن هذه الكمية تمثل أقل من 5.5% من الاحتياطي الطارئ، وسيتم تعويض الاحتياطي الذي يزيد عن 2 مليون طن في غضون 60 يوما كحد أقصى.
من ناحية أخرى، رغم الخلافات بين «موسكو وواشنطن»، يتجه مستثمرون أمريكيون نحو «مركز الغاز الروسي في بلغاريا»، في خطوة أثارت تساؤلات حول دوافع الاستثمار وتوازنات الطاقة الجديدة.
وفي هذا الصدد، أبدى مستثمرون أمريكيون اهتماما بتوسعة منشأة تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض "تشيرين" في بلغاريا، والتي تُعد منشأة حيوية لتخزين ونقل الغاز الروسي إلى شرق أوروبا.
وأشارت وكالة "رويترز" يوم الاثنين نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن منشأة "تشيرين" تمتلئ في الغالب بالغاز الروسي، كما يمر عبر الأراضي البلغارية آخر فرع نشط من خط أنابيب "السيل التركي".
وقد يلعب توسيع سعة التخزين دورا حاسما بالنسبة لدول شرق أوروبا التي تدرس مسألة استمرار استيراد الغاز من روسيا بعد عام 2027، وهو الموعد الذي يخطط الاتحاد الأوروبي للتخلي فيه عن الاعتماد على الغاز الروسي.
وبحسب الوكالة، تجري مجموعة بقيادة الممول الأمريكي ستيفن لينش مفاوضات حول هذا التوسيع. وكان لينش قد حاول سابقا استئناف تشغيل خط أنابيب "السيل الشمالي-2".
هذا وارتفعت إمدادات الغاز الطبيعي اليومية من روسيا عبر خط أنابيب "السيل التركي" إلى أوروبا في مايو الماضي بنسبة 10.2% على أساس شهري.
وبلغت الكميات المسلمة لشهر مايو الماضي بأكمله 1.42 مليار متر مكعب، بينما بلغت في شهر أبريل الماضي 1.25 مليار متر مكعب.
و"السيل التركي" هو خط يتكون من أنبوبين لتصدير الغاز من روسيا إلى تركيا يمتد عبر البحر الأسود، الأول مخصص لتوريد الغاز الطبيعي للمستهلكين في تركيا، فيما الأنبوب الثاني مخصص لتوريد الغاز إلى دول جنوب وجنوب شرق أوروبا (صربيا ورومانيا واليونان ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك وهنغاريا).
وفي سياق آخر، بعد سنوات من الجدل السياسي والتقارير الاستخباراتية، يعود ملف «التدخل الروسي المزعوم» في الانتخابات الأمريكية (2016) إلى الواجهة، مع فتح تحقيق جديد قد يُسلّط الضوء على تفاصيل لم تُكشف سابقًا.