في ليلة مثقلة بالصواريخ والتوتر، استيقظت قرية الكيارية في ريف منبج السوري على وقع قصف مفاجئ طال منازل المدنيين وأدى إلى إصابة سبعة أشخاص، بينهم عسكريون ومدنيون.
لم يكن الهجوم مجرد حادث عابر، بل جزءًا من تصعيد جديد يُنذر بإشعال فتيل مواجهة أوسع بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في منطقة مشتعلة أصلًا بالتوترات السياسية والعسكرية.
ومع تبادل الاتهامات بين الطرفين، ومشاركة مسيّرات تركية في مشهد بدا كأنه عرض لقوى متشابكة المصالح، يُطرح السؤال: هل يقف شمال سوريا على أعتاب مواجهة جديدة أم أن ما جرى مجرد اختبار قوة؟
وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة أن قوات "قسد" أطلقت "صليات صاروخية بشكل غير مسؤول"، استهدفت خلالها منازل المدنيين في قرية الكيارية ومحيطها، دون وجود مبررات واضحة للهجوم.
وأكد البيان أن وحدات من الجيش السوري تصدت بالأمس لمحاولة تسلل قامت بها قوات "قسد" إلى إحدى نقاط الانتشار العسكرية قرب الكيارية، في مؤشر على تصعيد غير مسبوق في تلك المنطقة المتداخلة ميدانيًا.
وفي تطور لاحق، نفذت قوات الجيش السوري ضربات دقيقة على مواقع إطلاق النيران، حيث رُصدت راجمة صواريخ ومدفع ميداني في محيط مدينة مسكنة، شرق محافظة حلب، تم استخدامهما في القصف. وأكدت وزارة الدفاع استمرار العمليات العسكرية للتعامل مع التهديدات القادمة من جهة "قسد".
في المقابل، نفت "قسد" مسؤوليتها عن بدء التصعيد، واتهمت مجموعات مسلحة مرتبطة بالحكومة السورية بشن هجوم أول، مؤكدة أن قصفها جاء كرد على مصادر نيران استهدفت مواقعها.
وفي سياق أمني آخر، أعلنت "قسد" مقتل خمسة من مقاتليها في هجوم لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي، ما يعكس استمرار التهديدات المتعددة التي تواجهها القوات المنتشرة في شمال وشرق سوريا، كما شهدت محافظة درعا جنوب البلاد تصعيدًا أمنيًا موازياً، إذ قُتل جندي سوري وأصيب اثنان آخران بهجوم مسلح نفذه مجهولون.
ويأتي هذا الاشتباك في وقت حساس تشهده المنطقة، مع تصاعد الحديث عن تقارب محتمل بين "قسد" ودمشق، وسط اعتراض تركي واضح، خاصة أن أنقرة تنظر بعين القلق لأي تنسيق عسكري قد يعزز من نفوذ "قسد" على حدودها الجنوبية.