دراسات وأبحاث

غزة تُصارع الجراح.. والمستشفيات تتجاوز طاقتها الاستيعابية

الأحد 03 أغسطس 2025 - 07:12 ص
مصطفى عبد الكريم
غزة
غزة

تعيش «مستشفيات قطاع غزة» حالة من الشلل شبه الكامل، مع تدفق أعداد كبيرة من الجرحى والمُصابين جراء التصعيد المُستمر. «وزارة الصحة الفلسطينية» أعلنت أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات قد تم تجاوزها، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية والكوادر.

غزة تُعاني نقص الاستيعاب في القطاع الصحي

وفي هذا الصدد، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، بأن الوضع الصحي في المستشفيات «يزداد سوءًا».

وحذّرت «الصحة الفلسطينية»، من التدهور المتسارع في الوضع الصحي داخل المستشفيات في ظل الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات والمرضى، مُؤكدة أن الطاقة الاستيعابية للمرافق الطبية باتت «غير قادرة على التعامل مع الأعداد المُتزايدة».

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن نسب إشغال الأسرة في المستشفيات الرئيسية وصلت إلى مستويات قياسية، إذ بلغت في مستشفى الشفاء (240%)، وفي مستشفى الرنتيسي (210%)، وفي مستشفى ناصر (180%)، بينما سجل المستشفى الأهلي العربي أعلى نسبة إشغال بلغت (300%).

وجددت الوزارة نداءها العاجل للمجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والإنسانية لتوفير الدعم الفوري والفعال لمساندة القطاع الصحي بغزة.

ويبقى «الوضع الصحي في غزة» هشًا للغاية، وسط استمرار التصعيد والحصار، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لدعم القطاع الصحي وتوفير الاحتياجات الطبية الضرورية قبل وقوع كارثة أكبر.

بريطانيا تستعد لإجلاء أطفال من غزة لتلقي الرعاية الصحية

في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي من الأوضاع الإنسانية المُتدهورة في قطاع غزة، تعمل «بريطانيا» على تنفيذ خطة لإجلاء عدد من «الأطفال الفلسطينيين» لتلقي العلاج الطبي، في محاولة لتخفيف الضغط على القطاع الصحي المُنهار بفعل الحرب المُستمرة.

خطة بريطانية لإجلاء مئات الأطفال من غزة

وفي هذا الصدد، تُخطط بريطانيا لإجلاء ما يصل إلى 300 طفل مريض من قطاع غزة لتلقي العلاج، وفقا لتقرير صحيفة "ذا تايمز".

وأضافت الصحيفة: "سيتم إجلاء مئات الأطفال المصابين بأمراض خطيرة من غزة وتلقيهم العلاج من قبل هيئة الصحة الوطنية".

وتابعت: "سيتم الإعلان عن الخطط خلال أسابيع".

تُجدر الإشارة إلى أنه سيُسمح لما يصل إلى 300 شاب من غزة بدخول بريطانيا لتلقي العلاج لاحقا.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد القتلى جراء الضربات الإسرائيلية خلال 24 ساعة وصل إلى 98 شخصا، فيما أصيب أكثر من ألف آخرين.

وبذلك، يرتفع إجمالي عدد ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية كما تصنفها المؤسسات الدولية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 60430 شهيدا، بينما أصيب 148722 فلسطينيا.

إيطاليا تُندد بالوضع الإنساني في غزة واستهداف المدنيين

في موقف جديد يعكس تصاعد الضغوط الأوروبية بشأن غزة، نددت «الحكومة الإيطالية»، بالهجمات على المدنيين في القطاع، مُؤكدة أن لا مُبرر عسكريًا يُمكن أن يشرعن استهدافهم.

ميلوني تصف وضع غزة بالمأساوي

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، «جورجا ميلوني»، في ختام اجتماع القمة مع الرئيس الجزائري، «عبد المجيد تبون»، في فيلا بامفيلي التاريخية بالعاصمة روما، إن «الوضع في قطاع غزة مأساوي».

وشددت ميلوني على أنه «لا يُمكن لأي عمل عسكري أن يُبرر الهجمات على المدنيين».

وأضافت رئيسة الوزراء الإيطالية: «إننا جميعا ملتزمون بضمان وقف فوري للأعمال العدائية وبدء عملية جادة نحو حل الدولتين»، مُشيرة إلى أنه خلال اللقاء مع الرئيس «تبون»، تم التركيز بوضوح على النزاعات الرئيسية الجارية.

ترامب: «أهالي غزة عاشوا جحيمًا حقيقيًا»

«الجحيم الحقيقي»... هكذا وصف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، حال سكان غزة، في تصريح مُفاجئ قد يُشكّل تحوّلًا في خطابه المعروف بدعمه المُطلق لإسرائيل، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية بالقطاع.

جاءت تصريحات «ترامب» خلال صعوده إلى طائرة «إير فورس ون» مُتوجهًا إلى ولاية آيوا، حيث سُئل عما إذا كان لا يزال يرغب في السيطرة على غزة، فأجاب: «أريد الأمان لشعب غزة. لقد مروا بالجحيم».

كما تطرق الرئيس الأمريكي إلى «الملف الإيراني»، مُشيرًا إلى أن إيران «تُريد الحوار»، وأبدى استعداده للقاء ممثلين عنها «إذا لزم الأمر»، مُضيفًا: «لا نُريد إيذاءهم، بل نُريد مساعدتهم على استعادة كيانهم الوطني».

حماس تردّ إيجابيًا على مقترح التهدئة وتبادل الأسرى

في هذه الأثناء، أفادت مصادر إعلامية مطلعة، بأن حركة «حماس» أبلغت قطر ردًا إيجابيًا على المقترح المُحّدث لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. ووفقًا للتقارير، فإن الإعلان الرسمي قد يُصدر خلال الساعات المُقبلة، لكن لم تنشر حركة حماس أي إعلان رسمي بشأن مضمون الرد أو شروطه.

وتتزامن هذه التطورات مع اجتماع المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي مساء أمس الخميس، حيث نُوقشت عدة سيناريوهات، بينها التوصل إلى اتفاق إقليمي شامل يُنهي الحرب، أو الذهاب إلى تسوية مؤقتة جزئية، في حال تعثرت المفاوضات.

وكانت بعض التسريبات قد تحدثت عن مقترح يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمُدة (60) يوما، مع الإفراج عن (10) أسرى أحياء و(18) جثة، إلا أن التفاصيل النهائية لم تتأكد بعد.

من جهته، نقل مسؤولون إسرائيليون كبار عن رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، أنه مُصمم على التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، مُعتبرًا أن الفرصة السياسية الراهنة «لا تتكرر»، حسب تعبيره في محادثات مغلقة.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «العميد إيفي دوفيرين»، أن العملية العسكرية «عربات جدعون» تُوشك على تحقيق أهدافها الحالية، مُشيرًا إلى أن القيادة العسكرية ستعرض على المستوى السياسي عدة خيارات للمرحلة التالية، وأن الجيش سيتصرف وفقًا لما يتم إقراره.

تزايد مطالب بوقف الحرب وسط تراجع الدعم الشعبي في إسرائيل

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه أصوات داخل إسرائيل تُطالب بوقف الحرب، وسط تراجع الحاضنة الشعبية لاستمرار القتال، ومخاوف من التورط في استنزاف طويل الأمد.

وبحسب تقارير صحفية، فإن الرئيس «ترامب» يرغب في الإعلان عن التوصل إلى اتفاق خلال لقائه مع «نتنياهو» في واشنطن يوم الإثنين المُقبل، وهو ما يفسر الضغط المُكثّف الذي يُمارسه على الجانبين، إضافة إلى دوره النشط في الضغط على قطر لتسهيل الصفقة.

ويأتي تصريح «ترامب» في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين في قطاع غزة.

ترامب ينتقد الأوضاع في غزة: «كارثة إنسانية لا يُمكن تبريرها»

أبدى الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قلقًا بالغًا حيال ما يجري في «قطاع غزة»، مُعتبرًا أن المشهد هناك يُمثّل «كارثة إنسانية لا يُمكن تبريرها»، في أقوى إدانة تُصدر عنه منذ تصاعد النزاع.