تواصلت الاحتجاجات في عدة مُدن إسرائيلية، وعلى رأسها «تل أبيب»، حيث خرج آلاف المتظاهرين مُطالبين بوقف الحرب في غزة والتوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة «حماس».
احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في "ساحة المختطفين" بوسط تل أبيب يوم السبت في احتجاج طارئ عقب نشر مقاطع فيديو تظهر أسيرين إسرائيليين هزيلين بسبب المجاعة في غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" هذا الأسبوع الأسيرين الإسرائيليين إيفياتار ديفيد وروم براسلافسكي في حالة ضعف واضحة. وتم عرض لقطات ديفيد غير المؤرخة بجانب صور لأطفال فلسطينيين يعانون من التجويع وقد هزلت أجسادهم بشكل واضح.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية إن المحتجين أشعلوا النار بالقرب من بوابة بيغين في الكريات بتل أبيب، مطالبين بعقد صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ووقف الحرب على غزة.
وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف ما وصفته "بالجنون"، والذهاب إلى "صفقة شاملة" مع حركة حماس.
وجاء في بيان صادر عن هيئة عائلات المحتجزين في غزة على منصة "إكس": "انظروا في أعينهم (الأسرى الإسرائيليين)، لقد نفد الوقت، إخواننا يمرون بجحيم في الأسر، أوقفوا هذا الجنون - توصلوا إلى اتفاق شامل يعيدهم إلى البيت".
ولطالما انتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين حكومة نتنياهو بسبب "تفاوضها على صفقات جزئية وتلكؤها في الدفع بالمفاوضات غير المباشرة" مع حركة حماس، بينما تطالب العائلات بصفقة شاملة تقضي بالإفراج عن أبنائها دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب على غزة.
وفي وقت سابق، شهدت «تل أبيب»، احتجاجات عنيفة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، تحت شعار «وضع حد لجنون نتنياهو»، وذلك على خلفية تعيين رئيس جديد لجهاز "الشاباك"، ما أسفر عن مناوشات مع قوات الأمن واعتقالات بين المتظاهرين.
وتوافد آلاف الإسرائيليين، مساء يوم الخميس، إلى ساحة رابين وسط تل أبيب للمشاركة في مظاهرة احتجاجية واسعة حملت شعار "كل شيء متصل بكل شيء – أوقفوا الجنون، أعيدوا القيم"، تنديدًا بالوضع السياسي والأمني، على خلفية تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك.
وطالب المحتجون بإعادة الأسرى في قطاع غزة ووقف الحرب في غزة، إضافة إلى دعوات لتجنيد الحريديم ومحاسبة الحكومة على ما وصفوه بـ"الانهيار الأخلاقي والسياسي".
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوتر إثر إعلان نتنياهو تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن العام (الشاباك)، رغم ما اعتبره مُنتقدوه تضاربًا واضحًا في المصالح. وقد تخللت التظاهرة مسيرة في شوارع تل أبيب، شهدت حرق إطارات وقطع طرقات، إضافة إلى اشتباكات مُتفرقة مع قوات الشرطة، التي عززت وجودها في مُحيط الساحة.
وقال «عامي درور»، أحد قادة الاحتجاجات والعضو السابق في جهاز الشاباك، إن "الجنون السياسي والأمني الذي بدأ باغتيال إسحق رابين لا يزال مُستمرًا"، مُضيفًا: "اليوم نحن في خضم الجنون نفسه.. حكومة تتخلى عن الرهائن وتخوض حربًا بلا أفق، وتدفع ثمنها الدولة بأكملها".
وأكد «درور»، أن تعيينات أمنية مشبوهة، وقرارات مُتسرعة، وسكوت مؤسسات الدولة عن انتهاكات حكومية، كلها عوامل أدت إلى فقدان الثقة الشعبية، قائلاً: "حان وقت الأخلاق والعدالة. لا يُمكننا أن نظل صامتين بينما تُقتل الرهائن ويختطف القرار الوطني".
من جهته، شن وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق، موشيه (بوغي) يعالون، هجومًا عنيفًا على الحكومة، مُؤكدًا أن "إسرائيل تعيش حالة من الانهيار السياسي غير المسبوق".
وقال يعالون: "مر أكثر من (590) يومًا على الأزمة، وسقط فيها أكثر من (1900) قتيل، ولا تزال عشرات الآلاف من العائلات مُهددة ومُهجرة، فيما تحتجز «حماس» عشرات المختطفين. ومع ذلك، تُواصل الحكومة الفاسدة والراديكالية إدارة المعركة وفق أجندة سياسية ضيقة".
وأضاف: "من قال إن لا أبرياء في غزة؟ من قال بترحيل سكانها واستبدالهم؟ نتنياهو نفسه صوت لهذا المشروع. هذه الحكومة لا تملك الشرعية ولا القدرة على قيادة البلاد".
وفي لحظة مُؤثرة من المظاهرة، تحدث «داني إلجرت»، شقيق أحد القتلى المحتجزين لدى حماس، مُوجهًا كلامه مباشرة إلى نتنياهو: "بدلًا من الاعتراف بفشل تمويلك لحماس، خرجت إلى مؤتمر صحفي لتسخر من عائلات الضحايا. أنت مُنفصل عن الواقع، ومشغول بإنقاذ نفسك لا شعبك".
وتابع: "كيف يُمكن لعصابة أن تخرق حدودنا وتقتل وتغتصب وتختطف؟ وكيف لا تزال نفس العصابة تحتجز رهائننا بعد عام ونصف؟ إن لم نتحرك كمدنيين، فلن تنقذهم أي حكومة".
وتطرقت المظاهرة أيضًا إلى «مستقبل إسرائيل السياسي»، حيث دعا «يعالون» وعدد من قادة الاحتجاج إلى انتخابات مُبكرة وتشكيل ائتلاف جديد يضم أطيافا من اليمين الليبرالي والأحزاب الصهيونية.
ورأى «يعالون»، أن خلاص إسرائيل لن يأتي من الطبقة السياسية الحالية، بل من "قوى جديدة تظهر من قلب الاحتجاج الشعبي، أشخاص يرون الدولة أولا، لا المصالح الشخصية أو الحزبية".
وقال المنظمون: "قبل ثلاثين عامًا، انحرف تاريخ إسرائيل عن مساره – واليوم نعود إلى نفس النقطة لنقول: كفى".
وختم أحد قادة الاحتجاج بقوله: "إذا كان الرابع من نوفمبر هو البداية، فإن السابع من أكتوبر هو الامتداد. آن الأوان لبناء جدار منيع أمام كل من يُهدد الديمقراطية من الداخل والخارج. الشعب هو السيادة، وهو القادر على وقف هذا الجنون".
في خطوة مُثيرة للجدل تعكس تصعيدًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة القضائية، أعلن رئيس وزراء الاحتلال، «بنيامين نتنياهو»، مساء يوم الخميس، تعيين «اللواء دافيد زيني» رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، مُتحديًا بذلك موقفًا قضائيًا سابقًا أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية.