أطلق التحالف المدني السوداني لقوى الثورة "صمود"، وهو كيان يضم نحو 100 جهة سياسية ومهنية وأهلية ودينية، حملة جديدة تهدف لاتخاذ مسارات قانونية ودبلوماسية لتصنيف تنظيم الإخوان بالسودان كتنظيم إرهابي.
جاء ذلك وفقًا لبيان صدر عن التحالف، مدعومًا بـ11 سببًا رئيسيًا لهذا التوجه.
لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
تحالف "صمود" السوداني يطلق حملة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
وجاء في مقدمة هذه الأسباب التي استند إليها التحالف في حملته، تحميل تنظيم الإخوان مسؤولية إشعال الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، إلى جانب رفضه المتكرر لجميع المبادرات السلمية التي تسعى لوقف النزاع المستمر، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية في السودان.
وتضمنت الأسباب التي ذكرها البيان، اتهام تنظيم الإخوان بتكرار محاولاته للسيطرة على السلطة باستخدام القوة، مستشهدًا بدعمه للانقلابات العسكرية وعلى رأسها انقلاب أكتوبر 2021. ويؤكد التحالف أن هذا النهج المستمر يمثل خطرًا حقيقيًا على استقرار الدولة ومؤسساتها.
وفي سياق الاتهامات، حمل التحالف التنظيم مسؤولية الجرائم الكبرى التي ارتكبت خلال فترات النزاع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان منذ عام 2003، مؤكدًا تورطه في عمليات إبادة جماعية أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
وفي تصعيد جديد للعمليات العسكرية في ولاية شمال كردفان، تمكن الجيش السوداني من صد هجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع على منطقة رهيد النوبة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الجيش استعادة السيطرة على المنطقة عقب معارك شرسة بين الطرفين.
وأكدت مصادر عسكرية ميدانية أن قوات الدعم السريع حاولت استعادة رهيد النوبة عبر هجوم منسق، إلا أن وحدات الجيش السوداني تصدت للهجوم وألحقت خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، حيث فر عدد من الجنود تاركين خلفهم قتلى وجرحى في ساحة المعركة، فيما لا تزال عمليات حصر الخسائر مستمرة.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك لن تتوقف عند رهيد النوبة، بل ستتواصل خلال الأيام المقبلة بهدف تحرير جميع مناطق كردفان التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع، في إطار خطة عسكرية تهدف إلى استعادة المواقع الاستراتيجية وتأمين خطوط الإمداد الحيوية. وتُعد منطقة رهيد النوبة من أبرز المواقع ذات الأهمية العسكرية والاقتصادية، إذ تقع على طريق الصادرات الغربي الذي يربط العاصمة الخرطوم بإقليم كردفان، ما يجعلها نقطة محورية في الصراع الدائر بين الجيش والدعم السريع.
ويشهد إقليم كردفان منذ أشهر مواجهات متواصلة بين الطرفين، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة عدد من المدن والبلدات الاستراتيجية، كان آخرها بلدة أم اندرابة التي تربط بين ولاية شمال كردفان وولاية النيل الأبيض والخرطوم، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع. في المقابل، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على عدد من المواقع الحيوية في شمال كردفان، من بينها مدينة بارا وحمرة الشيخ وجبرة الشيخ، بينما يحتفظ الجيش بوجوده في مدن رئيسية مثل الأبيض وأم روابة والرهد والسميح.
وتسعى القيادة العسكرية في الدولة السودانية إلى استعادة مدينة بارا، التي تُعد من أهم المدن في ولاية شمال كردفان نظرًا لموقعها الاستراتيجي على طريق الصادرات، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية في ربط ولاية الخرطوم بإقليمي كردفان ودارفور، ما يجعلها هدفًا رئيسيًا في العمليات العسكرية الجارية لاستعادة السيطرة الكاملة على الإقليم.