حذّر الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، من أن الولايات المتحدة تعيش "أيامًا مظلمة" خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب، متهمًا السلطة التنفيذية بالسعي لتقويض الدستور الأمريكي.
وفي كلمته خلال الحفل السنوي لنقابة المحامين الوطنية في شيكاغو، والتي نقلتها وسائل إعلام أمريكية يوم الجمعة، قال بايدن إن "السلطة التنفيذية تبذل كل ما في وسعها لتفكيك الدستور، وغالبًا ما تلقى دعمًا من الكونغرس المتقاعس، ومن المحكمة العليا التي تمكّنها بقراراتها. يا إلهي.. تلك الأحكام التي أصدروها".
ورغم أنه لم يذكر ترامب صراحة، إلا أن بايدن أشار إليه بعبارة "هذا الرجل"، مضيفًا أن الشعب الأمريكي بدأ يُدرك الحاجة إلى رقابة قضائية صارمة على السلطة التنفيذية.
وأكد: "القانون، والدستور، والقضاة، والمحاكم.. كل ذلك مهم. أعتقد أن الأمريكيين بدأوا يشعرون بوطأة الضغوط التي نعيشها مع هذا الرجل على رأس السلطة"، مضيفًا بتحذير: "استعدوا يا رفاق، فما يحدث مجرد بداية".
كما وجّه بايدن انتقادات لشركات المحاماة التي ترضخ للضغوط وتتنازل أمام ما وصفه بـ"الترهيب"، بدلًا من الدفاع عن العدالة، ولمّح إلى تواطؤ بعض كبرى وسائل الإعلام مع هذا النهج. وسخر أيضًا من "الاحتفاء السياسي" الذي يرافق السياسات المتشددة في ملف الهجرة.
في تصعيد لافت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، بدء الإنتاج المتسلسل لصواريخ "أوريشنيك" الباليستية، وذلك ردًّا على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نشر غواصتين نوويتين في مواقع استراتيجية استعدادًا لاحتمال نشوب صراع مع روسيا.
وفي مقطع مصوَّر بثته وسائل الإعلام الروسية، قال بوتين: "تم تسليم أول صاروخ (أوريشنيك) إلى القوات المسلحة بعد إنتاجه بطريقة التصنيع المتسلسل، وبدأنا رسميًّا المرحلة الصناعية لتصنيعه".
جاء هذا الإعلان خلال لقاء غير رسمي جمع بوتين بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في جزيرة "فالام" بمنطقة كاريليا، حيث ناقش الطرفان خطة نشر هذه الصواريخ متوسطة المدى، والتي تُقارن شدتها بالذخائر النووية، على الأراضي البيلاروسية.
وأضاف بوتين: "أنتجنا أول منظومة، وبدأنا الآن التصنيع الصناعي لهذه الصواريخ. الخبراء من الجانبين الروسي والبيلاروسي حددوا بالفعل مواقع التموضع المستقبلية، ويجري العمل حاليًا على تجهيزها".
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته تجاه موسكو، معلنًا أنه أصدر أوامر بنشر غواصتين نوويتين في "المناطق المناسبة"، وذلك ردًا على تصريحات وصفها بـ"الاستفزازية للغاية" صدرت عن الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف.
وكان مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي حاليًا، قد هاجم ترامب بشدة في منشور على تطبيق "تليغرام"، أشار فيه إلى نظام "اليد الميتة" — وهو نظام آلي يعود للحقبة السوفيتية يُستخدم للتحكم بالترسانة النووية في حال تعرّض القيادة الروسية لضربة قاضية.
وفي تعليق عبر منصته "تروث سوشال"، قال ترامب: "استنادًا إلى التصريحات شديدة الاستفزاز التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف، أمرتُ بنشر غواصتين نوويتين في المواقع المناسبة، تحسبًا لأي تصعيد محتمل قد يترتب على هذه التصريحات الغبية والتحريضية".
وأضاف: "الكلمات تحمل وزنًا كبيرًا، وغالبًا ما تقود إلى نتائج غير مقصودة، وآمل أن لا تكون هذه الحالة من بينها".