تواجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أزمة متصاعدة مع دخول ولاية رئيس الأركان إيال زامير يومها الـ150، في أسبوع يوصف بأنه بالغ الحساسية على الصعيدين الأمني والسياسي، نتيجة تصاعد التوتر بين زامير والقيادة السياسية، وفي مقدمتها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووفق مصادر إسرائيلية، تجاوزت الأزمة حدود الخلافات الشكلية المعتادة داخل "الكابينت" لتتحول إلى صراع حقيقي حول طبيعة القرارات الحاسمة المرتبطة بالحرب على غزة.
وتشير تسريبات إلى أن هناك تباينًا جوهريًا بين رؤية الجيش ممثلًا بزامير، والموقف السياسي للحكومة الحالية.
وتؤكد مصادر مطلعة أن التوتر قد ينخفض في حال تم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى يتضمن وقفًا جزئيًا لإطلاق النار، بينما يرجح تصاعد الأزمة في حال تعثرت الصفقة، ما قد يدفع زامير إلى التفكير جديًا في إنهاء ولايته بشكل مبكر.
وتصف بعض المصادر موقف زامير بـ"الرصاصة الأخيرة في السبطانة"، في إشارة إلى خيار حاسم يظل مؤجلاً، وقد يُستخدم في لحظة فاصلة. ورغم الانتقادات التي يتعرض لها من قبل نتنياهو وبعض وزراء اليمين، فإن زامير لا ينوي الاستقالة، بحسب ما نقلته القناة 13 العبرية، والتي أفادت أيضًا بأن أطرافًا سياسية قد تعمل على تحميله مسؤولية الإخفاقات العسكرية في غزة.
ويُنتظر أن تتضح ملامح المرحلة القادمة، سواء عبر صفقة تبادل محتملة، أو إعادة تموضع دفاعي داخل غزة، أو التصعيد الميداني والانتشار في مناطق إضافية. غير أن مصادر مقربة من نتنياهو تشير إلى أن "اللاحسم" هو الخيار الأكثر ترجيحًا، وهو ما قد يدفع زامير إلى اتخاذ قرار فردي، خصوصًا بعد عرضه مؤخرًا خطة عسكرية تقضي بتقليص القوات داخل غزة والتمركز على خطوط دفاعية أطلق عليها الجيش اسم "المحيط المُعزز" (Perimeter Plus).
دعا برنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتجنب "كارثة إنسانية أكبر" في قطاع غزة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار بات ضرورة ملحّة لتخفيف المعاناة المتفاقمة.
وكان كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد حذرا سابقاً من أن غزة تقترب من حافة المجاعة، في ظل تدهور مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الصراع الحالي.
ووفقاً لتقرير حديث صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، تجاوزت بعض مناطق غزة اثنتين من أصل ثلاث عتبات تُحدّد إعلان المجاعة، ما يؤكد أن الوقت ينفد أمام تنفيذ استجابة إنسانية شاملة.
وفي بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء عن عدد من الوكالات الأممية، أوضحت الجهات المعنية أن استمرار القتال، وانهيار البنى التحتية الأساسية، والقيود الصارمة على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، كلها عوامل ساهمت في تدهور الأوضاع الغذائية إلى مستوى كارثي يهدد حياة مئات الآلاف من السكان في القطاع.
وأشار البيان إلى أن أحد أبرز مؤشرات المجاعة، وهو استهلاك الغذاء، قد شهد تراجعًا إضافيًا منذ آخر تقييم في مايو الماضي، حيث أظهرت البيانات أن نحو 39% من السكان – أي أكثر من واحد من كل ثلاثة – يعانون من انقطاع الطعام لأيام متتالية، بينما يعيش ما يزيد عن 500 ألف شخص، أي نحو ربع سكان القطاع، في ظروف تُصنّف بأنها شبيهة بالمجاعة، فيما يعاني باقي السكان من مستويات حادة من الجوع الطارئ.
علقت حركة حماس، على الاتهام الموجه لها من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها تسرق المساعدات التي تدخل قطاع غزة.
وقال القيادي بحركة حماس عزت الرشق، في تصريحات نقلتها الحركة عبر قناتها على تليجرام، إن ترامب لا يملّ من ترديد الاتهامات والأكاذيب الإسرائيلية، معقبة: «نحن لن نملّ من رفضها وتفنيدها».
وعبرت حماس على لسان الرشق، عن استنكارها بشدّة «ترديد ترامب للمزاعم والأكاذيب الإسرائيلية باتهام حركة حماس بسرقة وبيع المساعدات الإنسانية في غزة».