وجَّه عدد من القادة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، طالبوه فيها بالتحرك العاجل لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة واستئناف المفاوضات السياسية.
وأكد المشرّعون في رسالتهم أن الصراع أدى إلى أزمة إنسانية عميقة وزاد من حدة التوتر الجيوسياسي في المنطقة، مشيرين إلى أن الأهداف المعلنة للحرب قد تم تحقيقها منذ فترة.
وحذّروا من أن استمرار العمليات العسكرية سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية ويهدد بمزيد من التصعيد الإقليمي، مؤكدين أن سكان قطاع غزة يواجهون أوضاعًا مأساوية من الجوع والحاجة الملحّة إلى زيادة ضخمة في المساعدات الإنسانية.
كما شدّد القادة الديمقراطيون على ضرورة أن يكون التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار هدفًا محوريًا في الجهود الدبلوماسية، داعين إلى رفض أي مخططات تهدف إلى التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.
دعا برنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتجنب "كارثة إنسانية أكبر" في قطاع غزة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار بات ضرورة ملحّة لتخفيف المعاناة المتفاقمة.
وكان كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد حذرا سابقاً من أن غزة تقترب من حافة المجاعة، في ظل تدهور مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الصراع الحالي.
ووفقاً لتقرير حديث صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، تجاوزت بعض مناطق غزة اثنتين من أصل ثلاث عتبات تُحدّد إعلان المجاعة، ما يؤكد أن الوقت ينفد أمام تنفيذ استجابة إنسانية شاملة.
وفي بيان مشترك صدر اليوم الثلاثاء عن عدد من الوكالات الأممية، أوضحت الجهات المعنية أن استمرار القتال، وانهيار البنى التحتية الأساسية، والقيود الصارمة على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، كلها عوامل ساهمت في تدهور الأوضاع الغذائية إلى مستوى كارثي يهدد حياة مئات الآلاف من السكان في القطاع.
وأشار البيان إلى أن أحد أبرز مؤشرات المجاعة، وهو استهلاك الغذاء، قد شهد تراجعًا إضافيًا منذ آخر تقييم في مايو الماضي، حيث أظهرت البيانات أن نحو 39% من السكان – أي أكثر من واحد من كل ثلاثة – يعانون من انقطاع الطعام لأيام متتالية، بينما يعيش ما يزيد عن 500 ألف شخص، أي نحو ربع سكان القطاع، في ظروف تُصنّف بأنها شبيهة بالمجاعة، فيما يعاني باقي السكان من مستويات حادة من الجوع الطارئ.
علقت حركة حماس، على الاتهام الموجه لها من قِبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها تسرق المساعدات التي تدخل قطاع غزة.
وقال القيادي بحركة حماس عزت الرشق، في تصريحات نقلتها الحركة عبر قناتها على تليجرام، إن ترامب لا يملّ من ترديد الاتهامات والأكاذيب الإسرائيلية، معقبة: «نحن لن نملّ من رفضها وتفنيدها».
وعبرت حماس على لسان الرشق، عن استنكارها بشدّة «ترديد ترامب للمزاعم والأكاذيب الإسرائيلية باتهام حركة حماس بسرقة وبيع المساعدات الإنسانية في غزة».
وأضاف الرشق: «اتهامات ترامب باطلة ولا تستند إلى أي دليل، وهي تبرّئ المجرم وتحمل الضحية المسؤولية. وقد فنّد هذه الادعاءات تقارير وشهادات منظمات دولية، بما فيها الأمم المتحدة، كما فنّدها مؤخرًا تحقيق داخلي لوكالة التنمية الأمريكية (USAID)، الذي أكّد عدم وجود أي تقارير أو معطيات تشير إلى سرقة المساعدات من قبل حماس».