أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن قوات الجيش تشنّ غارات جوية تستهدف "بُنى تحتية" تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، في تصعيد لافت على جبهة الشمال، وسط استمرار التوتر مع الحزب منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، في تصريحات عاجلة إن "الجيش ينفذ هجمات دقيقة على مواقع يستخدمها حزب الله لأغراض عسكرية"، دون تحديد المناطق المستهدفة أو حجم الخسائر. وأضاف أن إسرائيل "ستواصل الرد بقوة على أي تهديد يأتي من الأراضي اللبنانية".
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر ميدانية بتحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق مناطق جنوب لبنان، خاصة في أجواء النبطية وصور ومرجعيون، وسط مخاوف من توسيع نطاق الضربات.
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي اشتباكات متقطعة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، شملت قصفًا متبادلًا وعمليات تسلل واستهداف نقاط عسكرية، في ظل دعم الحزب للفصائل الفلسطينية في غزة، واستهدافه المتكرر لمواقع إسرائيلية على طول الجبهة الشمالية.
وتخشى الأوساط الإسرائيلية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة على الجبهة اللبنانية، خاصة في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، فيما تؤكد تل أبيب أنها لن تسمح بوجود تهديد عسكري على حدودها الشمالية.
من جهته، يلوّح حزب الله بأن الرد على أي تصعيد واسع سيكون قويًا ومباشرًا، مما يجعل الجبهة اللبنانية من أخطر بؤر الاشتعال المحتملة في ظل استمرار الحرب على غزة.
وفي وقت سابق، أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي لبدء موجة ثانية من الهجمات على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان، وذلك ردًا على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل.
وأوضح بيان مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، أن هذه الضربات تأتي استكمالًا للموجة الأولى من الهجمات التي استهدفت مواقع مختلفة في لبنان، مؤكدًا أن إسرائيل لن تتهاون في الرد على أي تهديد لأمنها.
وفي تصعيد جديد، شدد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي على أن الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري داخل أراضيها، معتبرًا أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن سكان المناطق الشمالية.
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري متزايد بين إسرائيل وحزب الله، حيث يشهد الجنوب اللبناني غارات مكثفة وردود فعل متبادلة، ما يثير مخاوف من اتساع نطاق المواجهات وتحولها إلى صراع إقليمي شامل.
