أكد نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده عقدت جولة من المباحثات "الجادة والصريحة والمفصلة" مع ممثلي مجموعة الترويكا الأوروبية، التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في إطار جهود إعادة إحياء الاتفاق النووي ومناقشة القضايا العالقة بشأنه.
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني، في تصريحات عاجلة، أن الاجتماع شهد حضور وفد الترويكا بأفكار محددة، وتمت مناقشتها بصورة مباشرة، مضيفًا: "أوضحنا مواقفنا المبدئية من الآلية السريعة لإعادة فرض العقوبات، والمعروفة بـ(Snapback)".
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن الطرفين اتفقا على استمرار المشاورات خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس رغبة متبادلة في الحفاظ على المسار الدبلوماسي لحل الخلافات المتعلقة بالاتفاق النووي.
وتأتي هذه التصريحات في ظل جمود سياسي يخيم على مسار التفاوض بين إيران والدول الغربية، بعد تعثر العودة للاتفاق النووي الموقّع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018، قبل أن تتزايد حدة التوترات في السنوات الأخيرة.
في مُؤشر جديد على تعقّد العلاقات بين «طهران وواشنطن»، أكد وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، أن المفاوضات المباشرة مع «الولايات المتحدة» ليست واردة حاليًا، مُشيرًا إلى أن بلاده قد تدرس هذه الإمكانية في المستقبل، ما يعكس استمرار الجمود في مسار التفاوض النووي.
وقال «عراقجي»، في حديث لقناة «فوكس نيوز»، يوم الإثنين، تعليقًا على إمكانية المفاوضات المباشرة: «في الوقت الراهن لا، ولكن في المستقبل هذا مُمكن».
وأضاف: «كل شيء متعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع إيران على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، لافتًا إلى أن هناك شكوكًا تجاه الولايات المتحدة لدى إيران، وفسر ذلك بأن الاتفاق النووي الذي تم فيتوقيعه عام 2015 «لم يكن ناجحًا».
وتابع وزير الخارجية الإيراني: «ولهذا السبب نحن غير مستعدين للاتصالات المباشرة بهم. ولكن عندما نشعر بأن كل شيء يسير على ما يرام، فإن كل شيء سيكون مُمكنًا».
يُذكر أن «الولايات المتحدة وإيران» أجرتا عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة حول اتفاق جديد بشأن «برنامج إيران النووي»، لكن المفاوضات توقفت على خلفية الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، التي دعمتها واشنطن.
من ناحية أخرى، في تصريحات تحمل بُعدًا استراتيجيًا، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، أن استهداف العلماء الإيرانيين لم يُضعف القدرات العلمية للبلاد، بل زادها تصميمًا، مُشيرًا إلى أن الرد سيكون عبر الأجيال القادمة من الكفاءات.