حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تفاقم غير مسبوق في أزمة الجوع التي يشهدها قطاع غزة، مؤكدًا أن أعدادًا متزايدة من السكان يعانون من مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، وسط استمرار الحصار ونقص المساعدات الإنسانية.
وأشار المكتب في بيان رسمي، إلى أن مؤشرات الجوع في القطاع سجلت أرقامًا صادمة، لم تُرصد من قبل حتى في أشد الأزمات، حيث بات الوصول إلى الغذاء يمثل تحديًا يوميًا لمعظم العائلات، فيما تتراجع فرص الحصول على المياه النظيفة والرعاية الصحية الأساسية.
وأوضح البيان أن المرافق الإنسانية تعاني من نقص شديد في الإمدادات، في ظل تعطل إدخال المساعدات عبر المعابر، وغياب الضمانات الكافية لسلامة الفرق العاملة على الأرض، ما يعيق جهود الإغاثة ويُفاقم الوضع الكارثي للسكان، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
ودعت "أوتشا" المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وفعّال لوقف الانهيار الإنساني في غزة، وضمان وصول الإمدادات الضرورية من غذاء ودواء ووقود بشكل آمن ودون عوائق. كما طالبت جميع الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والبنية التحتية الأساسية للحياة.
وأكدت أن استمرار الوضع على هذا النحو يعني دخول القطاع في مرحلة مجاعة كاملة، ستكون لها تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة، داعية إلى تحرك دولي يتجاوز الإدانات والتصريحات، نحو إجراءات ملموسة على الأرض تنقذ الأرواح وتعيد بعض الأمل لأكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر المجاعة.
أكد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة "جوناثان ويتال"، أن القتل الإسرائيلي المتعمد لمتلقي المساعدات الإنسانية في غزة، هو "مذبحة، واستخدام للجوع كسلاح، وتهجير قسري، وحكم إعدام على أشخاص يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة، أنه محو للحياة الفلسطينية" من القطاع، مشيرا إلى أن الناس في غزة يُقتلون وهم يحاولون الوصول إلى الغذاء، بينما ينصب اهتمام العالم في مكان آخر.
وأوضح رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، مقتل أكثر من 400 شخص في غزة منذ رفع المنع الكامل للمساعدات بشكل جزئي قبل أكثر من شهر بقليل- غالبيتهم ضحايا إطلاق النار أو القصف أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع الأمريكية الإسرائيلية، التي قال إنها "أقيمت عمدا في مناطق عسكرية"، مؤكدا أن هناك "نمطا مخيفا لفتح القوات الإسرائيلية النار على الحشود المتجمعة للحصول على الغذاء".
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة، إن منسق الإغاثة الطارئة "توم فليتشر"، دعا مجلس الأمن الشهر الماضي إلى التحرك بحزم "لمنع الإبادة الجماعية في غزة"، مضيفا: "يمكنني القول بلا شك إنه لا يتم بذل جهود كافية. لا تزال حياة الفلسطينيين وما يدعمها يتم تفكيكها بشكل منهجي أمام أعين العالم".
