دراسات وأبحاث

وسط جحيم مستعر.. دير البلح تختنق تحت نيران الاحتلال والنازحون يفرّون

الخميس 24 يوليو 2025 - 12:05 م
عمرو أحمد
غزة
غزة

في مشهد يختزل قسوة الواقع الفلسطيني، تتحول شوارع دير البلح إلى مساحات من الرماد والأنقاض، لا يسمع فيها سوى صدى القصف وصرخات الخوف، الحرارة تلهب الأجساد، والدخان يلفّ سماء المدينة، فيما تتهادى خطوات النازحين فوق ركام بيوتهم وأحلامهم، لا يطلبون أكثر من لحظة نجاة مؤقتة من آلة حرب إسرائيلية لا تعرف الرحمة.

الوضع الإنساني يتدهور في دير البلح:

النازحون، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، يسيرون بلا وجهة، يحملون ما تيسر من متاع الحياة: أكياس بلاستيكية، صناديق خفيفة، وأمتعة بالية، على وجوههم تبدو آثار الإرهاق والفزع، وفي عيونهم جراح لا توصف.

يقول أحد السكان وقد امتلأ صوته بالقهر: “أنا ساكن هنا في المخيم، فجأة دخلت الدبابات في الليل وشردونا، ما أخذنا ولا حاجة. قعدنا في مدرسة، ورجعنا لقينا خيمتنا مجروفة. هذا كل اللي لقيته من خيمتي، لا طناجر، لا أغراض، ولا حتى شيء أطبخ فيه، حسبي الله ونعم الوكيل. رجّعونا مواطنين، إحنا يا عمي ما لنا في شيء”.

المشهد في دير البلح لا يترك مجالًا للخيال: خيام ممزقة، ملابس وأحذية متناثرة، وبقايا أشياء تروي أن أُسرًا كانت تقيم هنا قبل أن تلتهمها آلة القتل والتدمير، وبين ركام الذكريات، ينهك التعب أقدام الناجين من النزوح المتكرر، في طقس خانق يزيد من معاناتهم.

ويضيف نازح آخر: “كنا من المجموعة اللي في الجست هاوس تبع الصحة العالمية. إمبارح واجهنا ساعات من الموت والرعب، يوم ونص كامل، ورجعنا بعدها نلملم بقايا أمورنا.. نحاول نكمل بأقل القليل”.

في غزة عمومًا، ودير البلح خصوصًا، لم يعد النزوح مجرد رحلة من مكان إلى آخر، بل تحول إلى معركة مستمرة للبقاء على قيد الحياة، لا ظل في الطريق، لا ماء، لا طعام.. فقط أجساد تسير تحت سماء تمطرها الطائرات المسيّرة والصواريخ، في مشهد يجسد وحشية احتلال لا يكتفي بسلب الأرواح، بل ينهب الأرض والأمل معًا.

وسط هذا الجحيم، يبقى المدني الفلسطيني هو الضحية الأضعف، يمضي في رحلة تيه لا تنتهي، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرض سياسة الأرض المحروقة على مدن وبلدات قطاع غزة، بلا وازع إنساني أو قانوني.

التصنيفالتفاصيل
الاسمدير البلح
الموقعوسط قطاع غزة – العاصمة الإدارية لمحافظة الوسطى
أصل التسميةنسبة إلى دير قديم للقديس هيلاريون + أشجار النخيل المنتشرة في المنطقة
المساحةحوالي 55 كم²
عدد السكاننحو 90,000 نسمة (تقديرات 2023)
المخيمات التابعةمخيم دير البلح (للاجئين)
الأهمية الجغرافيةتربط شمال قطاع غزة بجنوبه – تطل على البحر المتوسط
الأنشطة الاقتصاديةالزراعة (نخيل وخضراوات)، الصيد، الأعمال اليدوية
الوضع الإنسانيفقر شديد، دمار واسع بسبب الحروب، بنية تحتية متهالكة
الأضرارواحدة من أكثر المناطق تضررًا من القصف والنزوح الأخير
أبرز المرافقمستشفى شهداء الأقصى – مدارس للأونروا – مراكز إيواء مؤقتة