أعلن برنامج الأغذية العالمي أن قافلة مساعدات مكونة من 25 شاحنة دخلت شمال قطاع غزة عبر معبر زيكيم، لكنها واجهت حشودًا كبيرة من المدنيين، تعرضت لاحقًا لإطلاق نار أدى إلى سقوط قتلى ومصابين.
وشدد برنامج الأغذية العالمي، على أن استهداف المدنيين أمر مرفوض تمامًا، قائلًا إن قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 25 شاحنة تابعة له، دخلت اليوم شمال قطاع غزة عبر معبر زيكيم، في إطار جهود الإغاثة المستمرة للمدنيين المتضررين من الصراع.
وأوضح البرنامج في بيان رسمي أن القافلة واجهت، فور دخولها، حشودًا كبيرة من المدنيين الذين كانوا يسعون للحصول على المساعدات بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة، خصوصًا في المناطق الشمالية من القطاع.
وأشار البيان إلى أن تقارير ميدانية أفادت بتعرض هذه الحشود لإطلاق نار خلال عملية التوزيع، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والعديد من الإصابات، دون أن يحدد عددهم بدقة حتى اللحظة.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه يعمل حاليًا بالتعاون مع الجهات المعنية لجمع مزيد من التفاصيل حول الحادث، ولتقييم الوضع بشكل عاجل.
وشدد البرنامج على أن أي أعمال عنف تستهدف المدنيين، خصوصًا أثناء سعيهم للحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية، تُعد أمرًا "غير مقبول على الإطلاق"، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام المبادئ الإنسانية وحماية المدنيين في جميع الظروف.
حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن استمرار الحرب في غزة يجعل إيصال المساعدات الإنسانية أمرًا شبه مستحيل، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار المستدام هو السبيل الوحيد لتأمين الغذاء بشكل آمن وفعال.
وكشف أن أسعار الطحين ارتفعت بشكل جنوني، لتصبح أغلى بثلاثة آلاف مرة مقارنة بما كانت عليه قبل اندلاع الحرب.
وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة يُعد شرطًا أساسيًا لتهيئة الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق.
وشدّد البرنامج في بيان رسمي على أن العمليات الإنسانية تُواجه تحديات هائلة في ظل استمرار القتال وانعدام الأمن، ما يمنع وصول الإمدادات الغذائية الحيوية إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين.
وأشار البرنامج إلى أن الوضع الغذائي في القطاع بلغ مرحلة كارثية، وسط انهيار كامل لسلاسل التوريد وندرة شديدة في المواد الأساسية، لافتًا إلى أن الأمن الغذائي للسكان مهدد بشكل غير مسبوق، لا سيما في شمال غزة، حيث تعاني العائلات من مستويات مرتفعة من الجوع الحاد.
وفي مؤشر صادم على عمق الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الحرب، كشف البرنامج أن أسعار الطحين، الذي يُعد عنصرًا أساسيًا في الخبز اليومي، ارتفعت بمعدل 3000 ضعف مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، وهو ما يعكس حجم الانهيار في القدرة الشرائية وتضاؤل الموارد الغذائية.