أعلن الجيش اللبناني، اليوم الاثنين، عن ضبط أحد أكبر معامل تصنيع حبوب "الكبتاجون" المخدرة في منطقة البقاع، وذلك خلال عملية دهم نُفذت في بلدة اليمونة بقضاء بعلبك.
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن العملية جاءت إثر توافر معلومات لدى مديرية المخابرات حول وجود معمل رئيسي لإنتاج "الكبتاجون"، حيث نفذت دورية من المديرية، بمؤازرة وحدة من الجيش، مداهمة ناجحة أسفرت عن ضبط المعمل، الذي وصف بأنه من أضخم معامل تصنيع المخدرات التي تم اكتشافها حتى اليوم.
وأشار البيان إلى أن وحدات الجيش قامت بتفكيك المعدات والآلات المستخدمة في التصنيع، والتي بلغ وزنها نحو 10 أطنان، وتم تدمير قسم منها في الموقع، إلى جانب ضبط كميات كبيرة من حبوب "الكبتاجون"، ومادة "الكريستال" المخدرة، إضافة إلى مواد مخدرة أخرى.
كما أضاف البيان أن الجيش استقدم جرافة لردم نفق يبلغ طوله نحو 300 متر، كان يُستخدم للتنقل من وإلى المعمل، إضافة إلى تخزين جزء من المعدات داخله.
وأكد الجيش أن التحقيقات مستمرة، وأن الجهود قائمة لتوقيف جميع المتورطين في هذه القضية.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس اللبناني، في تصريحات عاجلة نقلتها قناة الجزيرة على "أهمية استمرار عمل قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)"، مشددًا على دورها في دعم الجيش اللبناني بالجنوب وتطبيق القرار الأممي 1701.
وشدد الرئيس على "ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس"، في إشارة إلى النقاط المتبقية التي ما تزال إسرائيل تحتلها قرب الحدود الجنوبية، مضيفًا أن هذا الانسحاب من شأنه أن "يمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره على كامل الأراضي اللبنانية وفقًا لما ينص عليه القرار الدولي".
ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على الحدود، وتزايد الدعوات الدولية لاحتواء التصعيد ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. ويُعد القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن في أعقاب حرب يوليو 2006، المرجعية القانونية لوقف الأعمال العدائية بين الطرفين، وينص على وقف الأعمال العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، مقابل انتشار الجيش اللبناني بمساندة قوات "اليونيفيل".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد عبّر في تقارير سابقة عن القلق من الانتهاكات المتكررة للقرار 1701، محذرًا من هشاشة الوضع على الحدود وضرورة التزام كافة الأطراف به.
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن لبنان لا يعتزم الانخراط في أي حرب ضد إسرائيل، رغم التصعيد القائم بين تل أبيب وطهران، مشدداً على أن "إرادة الحياة أقوى من كل شيء"، وأن "بيروت كانت وستبقى نبض الحياة".
وجاءت تصريحات عون خلال كلمته في احتفال "بيروت نبض الحياة" وسط العاصمة، حيث قال: "نقف في قلب بيروت النابض، من هذا المكان الذي يلخص تاريخ لبنان، لنشهد على بداية جديدة نحو النهوض والإعمار".
وأضاف: "نواصل العمل من أجل بناء كل لبنان، ونتوجه بالشكر لكل من ساهم ودعم هذا الجهد الوطني، وسيبقى لبنان واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط".
ورداً على سؤال حول إمكانية دخول لبنان الحرب، قال عون: "لا حرب.. من يستطيع اليوم أن يتحمل كلفة الحرب؟".