جيران العرب

الرئيس الأمريكي يتحدث عن «حل مُرتقب» في غزة خلال أسبوع

الإثنين 14 يوليو 2025 - 07:15 ص
مصطفى عبد الكريم
ترامب
ترامب

في خضم تعقيدات «الملف الفلسطيني»، أعرب الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» عن أمله في التوصل إلى تسوية قريبة في «قطاع غزة»، مُتوقعًا أن تُثمر المفاوضات الجارية عن تسوية خلال «أسبوع واحد».

وأثناء حديثه للصحفيين في قاعدة «أندروز» العسكرية قرب واشنطن، قال «ترامب»، ردًا على سؤال حول تقدم المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة: «تُجري المفاوضات حول غزة، وآمل أن نتوصل إلى تسوية خلال الأسبوع المُقبل. لنر ما سيحدث لاحقا».

هُدنة قريبة

ومساء الأربعاء الماضي، أشار الرئيس الأمريكي إلى وجود «فرصة كبيرة جدًا» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأيام القليلة المُقبلة، مُوضحًا أنه ناقش هذا الملف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، الذي زار واشنطن للمرة الثانية.

وأضاف دونالد ترامب، في تصريحات للصحفيين: «ليس هناك ما هو مُؤكد في الحروب سواء في غزة أو في أماكن أخرى نتعامل معها، لكنني أعتقد أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، وإذا لم يحدث ذلك، فربما في الأسبوع المُقبل».

وكشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية، أن الرئيس ترامب مارس «ضغطًا شديدًا» على نتنياهو خلال لقائهما الثاني في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، للقبول بوقف إطلاق النار في غزة.

اجتماع ترامب ونتنياهو ركّز على غزة

وبحسب تصريحات ترامب، فقد ركّز الاجتماع، الذي عُقد في المكتب البيضاوي، مساء يوم الثلاثاء، بشكل شبه كامل على الحرب في غزة، وقال: «غزة مأساة. علينا إيجاد حل لها. أنا أريد ذلك، ونتنياهو يُريد، وأعتقد أن الطرف الآخر يُريد أيضًا».

وفي يوم (6) يوليو تم في الدوحة استئناف عملية التفاوض بين «حماس وإسرائيل»، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، في الدوحة، بهدف إلى التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.

وتأتي تصريحات «ترامب» في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية للدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

نتنياهو يُطمئن سموتريتش: «الحرب ستتواصل بعد انتهاء الهُدنة في غزة»

من جهة أخرى، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، يُوازن بين الضغوط الدولية للتهدئة والمطالب الداخلية بالتصعيد، إذ أكد لوزير المالية «بتسلئيل سموتريتش»، أن الهُدنة في غزة لن تمنع استئناف العمليات العسكرية لاحقًا.

وفي هذا الصدد، أفادت «القناة 12» العبرية، اليوم الإثنين، أن «نتنياهو» وعد «سموتريتش»، باستئناف الحرب ضد «حماس» في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي يُجري التفاوض بشأنه في الدوحة.

نتنياهو يتحدث عن نقل السكان وفرض حصار عقب التهدئة

وبحسب تقرير القناة، قال نتنياهو لسموتريتش خلال اجتماعات عُقدت مُؤخرًا: «بعد الهُدنة سنقوم بنقل السكان في القطاع إلى الجنوب وفرض حصار على شمالي غزة».

ويُطالب سموتريتش بضمانات من رئيس الوزراء بأن يتم استئناف الحرب في غزة بكامل قوتها بعد انتهاء وقف إطلاق النار، وفقًا لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ووفقًا لـ«القناة 12»، طرح نتنياهو في اجتماعات مُغلقة خطة إسرائيل لفصل السكان المدنيين في غزة عن حركة حماس وحصرهم في شريط جنوبي القطاع كضرورة إنسانية، بهدف السماح باستمرار القتال بعد الهدنة المؤقتة.

وأكد نتنياهو للوزير سموتريتش بأنه سيلتزم بهذا الوعد، مُشيرًا إلى التحضيرات التي سبقت المواجهة مع إيران الشهر الماضي كسبب لعدم تحقيق توقعات سموتريتش السابقة بشأن تدمير حركة حماس.

ونقلت القناة عن رئيس الوزراء قوله لسموتريتش: «كنت حتى الآن مشغولا بملف إيران، أما الآن فسأتفرغ لضمان التزام الجيش بتعليماتي».

نتنياهو يُحمّل حماس مسؤولية تعثر وقف إطلاق النار

وفي وقت سابق من أمس الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن حكومته قبلت بالمقترح الذي قدمه «ويتكوف» لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبعد ذلك النسخة المعدلة التي اقترحها الوسطاء، مُتهمًا حماس برفض المقترح الأمريكي.

وأضاف نتنياهو في بيان مصور نشره على حسابه بمنصة «إكس»: «ما الذي تُريده حماس؟ إنها تُريد البقاء في غزة.. تُريدنا أن نُغادرها حتى تُعيد تسليح نفسها ومن ثم مُهاجمتنا مرة بعد أخرى.. لن أقبل بذلك».

كما شن نتنياهو هجومًا لاذعًا على وسائل الإعلام العبرية التي تتهم حكومته بعرقلة التوصل إلى اتفاق في غزة قائًلا: «إنها دائمًا ما تُردد دعاية حماس، لكنها دائمًا مُخطئة».

وفي المقابل، صرّح «ستيف ويتكوف»، مبعوث الرئيس الأمريكي، «دونالد ترمب»، للشرق الأوسط، بأنه «مُتفائل» بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.

وأبلغ ويتكوف، الصحافيين في تيتربورو بنيوجيرسي، أنه يُخطط للقاء مسؤولين قطريين كبار على هامش نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم.

تواصل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة

إلى ذلك، تواصلت جلسات المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة بين «حماس وإسرائيل»، يوم الجمعة، بوساطة قطرية ومصرية، وكانت المحادثات قد انطلقت الأحد الماضي.

وذكرت «القناة 12» العبرية نقلًا عن مصدرين إسرائيلي وقطري، أنه «لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات».

وبحسب المصدر ذاته، وافقت حماس على توسيع المنطقة العازلة التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية خلال الهُدنة إلى كيلومتر واحد، لكنها رفضت بقاء إسرائيل في رفح بعُمق (3) كيلومترات من الحدود، ولأكثر من كيلومتر واحد في مناطق أخرى.

وتأتي تصريحات «نتنياهو» في وقت تستمر فيه المساعي الدولية لتثبيت الهُدنة، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأوضاع بعد انتهائها.

الرئيس الأمريكي يُشيد بدور «مصر وقطر» في دعم جهود التهدئة بغزة

في موقف يُبرز أهمية الدورين «المصري والقطري» في الوساطات الإقليمية، نوّه الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، بمساهمة البلدين في دعم مساعي التهدئة في غزة، مُؤكدًا أن جهودهما كانت فاعلة وأسهمت في تقريب وجهات النظر بين الأطراف.